تعريف وجيز لمدلول كلمة محظرة أو محضره
المحظرة ظاهرة موريتانية أملتها الظروف قلَّ أن وُجد لها مثيل في غير موريتانيا بكامل المواصفات والحيثيات .
والمحظرة ـ وجمعها محاظر ـ بالظاء المشالة مأخوذة من المحضر مصدر ميمي لحضر نقيض تغيب أو من المحضر اسم مكان من حضر فالمحضر المكان الذي يحضر فيه الناس على المياه ونحوها . وفي اللسان :(الحاضرة والحاضر الحي العظيم أو الحي والقوم إذا حضروا الدار التي تجمعهم) إلى ان قال ( ويقال للمقيم على الماء حاضر … وقوم حضار إذا حضروا الماء ومحاضر , قال لبيد بن ربيعة:
أقْوَى وَعُرِّيَ واسِطٌ فَبَرَامُ… مِنْ أهْلِهِ ، فَصُوَائقٌ فَخِزامُ
فالواديانِ فكلُّ مَغْنًى مِنْهُمُ… وعلى الميَاهِ مَحَاضِرٌ وَخِيامُ
عَهدي بها الحي الجميعَ ، وفيهمُ… قَبْلَ التَّفَرُّقِ مَيْسِرٌ وَنِدَامُ
فلعل من هذا المعني جاء اسم المحظرة , لأن اللهجة الصنهاجية تبدل الضاد ظاءً فيقال في الأبيض مثلا الابيظ , والأخضر أخظر, وعظ في عض .
كما يكمن أن تكون مشتقة من الحظيرة (الزريبة) وهي ما يحظر به على المال من شجر أو غيره لأن الطلاب كانوا يحظرون ويحيطون بها أمكنتهم , أو من الحظر الذي هو التحريم , إذ يحظر أن يؤتى في ساحتها بتصرف يحظره الشرع
والله أعلم بالصواب بتصرف من مقدمة كتاب حياة يحظيه بن عبد الودود .
و سننشر في هذا الموقع مجموعة من الدروس المفيدة في الفقه وغيره من الفنون التي تدرس في المحاظر الشنقيطية , ومصدر كثير من هذه الدروس من تدريس شيخنا العلامة : الشيخ بن حَمَّ حفظه الله و رعاه
جزاكم الله خيرا