بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على نبيه الكريم
هذه مجموعة قصائد في المديح النبوي قالها الشريف حبر الأمة العلامة شيخنا الشيخ بن حم حفظه الله تعالى ورعاه:
بشراك يا نفس ذاك الخير والبشر = بشراك ذلك فضل الله ينتشر
يا نفس فانشرحي يا نفس فابتهجي = قد جاءك الخير والخيرات والبشر
هذي مدينة خير الرسل قاطبة = يبدو سناها كما قد شعشع القمر
وهذه القبة الخضراء بادية = سحائب الخير منها الدهر تنهمر
وذاك مسجد خير العالمين وفي = فضل الصلاة به قد جاءنا الخبر
وذاك منبره الأسنى وذاك مصلـ = ـلاه الذي فضله المرموق يشتهر
وهذه الروضة الغرا إضافتها = إلى الجنان بها قد جاءنا الأثر
يا نفس ذا المصطفى المختار من مضر = وذا العتيق أبو بكر وذا عمر
وذا البقيع به الأنوار تسطع فيـ = ـه آل طه وفيه صحبه الغرر
وخلفه أحد أكرم به جبلا = إذ هو في الخبر الماثور معتبر
وذا قباء بدا أنوار مسجده = وفضل مسجده في الكتب مستطر
وهذه حجرات كان يسكنها = طه وزوجاته يا حبذا الحجر
هذي منازل قد كان الرسول بها = أضحت بذاك على البلدان تفتخر
أمشي بها خالعا نعلي مبتغيا = مكان موطئه يا حبذا الأثر
أمشي وأنظر في أرجائها كلفا = للعصر عصر إمام الرسل أدكر
أمشي وأغفل في تذكار أزمنه = والدمع مني على الخدين منحدر
أمشي كأني أرى خير الأنام بها = وفي حواليه من أصحابه زمر
طورا يجهز جيشا للجهاد به = وتارة حوله من صحبه نفر
يتلو كتابا عليه الله أنزله = غضا بآياته الأصحاب تعتبر
وتارة في حديث حسن منطقه = كأنه اللؤلؤ المكنون ينتثر
وتارة ثم بين الصحب طلعته = قد فاقت الشمس منها الجو مزدهر
ذاك الرسول الذي الرحمن فضله = على الخلائق من ياتي ومن غبروا
شهد خلائقه در مباسمه = من حسن صورته تبدو لك العبر
فالوجه منه يفوق الشمس طالعة = قد استنارت به الأكوان والعصر
ونطقه رائق عذب بلاغته = من دونها فصحاء اللسن قد قصروا
غوث شجاع وفي إقدامه عجب = حيث الشجاع اعتراه الخوف والحذر
وبحر جود يفوق الموج ملتطما = وغيث نور بهذا الكون منهمر
هو المشفع في اليوم العظيم إذا = عن الشفاعة ريء الرسل تعتذر
يقول إذ ذاك بين العالمين أنا = لها وفي وجهه الأنوار تزدهر
وفضله ثم يبدو بينهم علنا = وفضل أحمد باد ليس يستتر
هو الرسول الذي عمت رسالته = سكان بدو ومن قد حازه الحضر
قد قام والناس في أعلى ضلالتهم = يدعو إلى الله من ضلوا ومن كفروا
حتى هدى الله منهم من هداه به = كما بدا جمع ذي الطغيان ينكسر
دعا إلى السمحة البيضاء واضحة = كالصبح نور سناها الدهر منتشر
فضل أهل العمى عن ذاك وامتنعوا = عمدا وإذ زجروا عن ذا فما انزجروا
ما زال يلقاهمُ للسيف منتضيا = حتى بدا أن أهل الحق قد ظهروا
والكفر رد على عقباه منحدرا = فلا يزال على عقباه ينحدر
وجاء بالمعجزات البينات لهم = وتلك حيث يراها العقل ينبهر
فالبدر شق له والجذع حن له = تسبيح حصباء وسط الكف مشتهر
وإذ دعا انسكب الغيث الغزير له = ودام سبعا من الأيام ذا المطر
لم يقلع إلا بالاستصحاء منه فذا = غيث عجيب به قد حارت الفكر
ولم أكن أدعي حصرا لمدحك يا = خير الورى فهو جم ليس ينحصر
قد جئتك اليوم أرجو أن يقابلني = في عمري البشر والأفراح واليسر
بجاهك الله أدعو أن أرى فرحا = عند اللقاء لقاء الله يدخر
وأن أكون على مر الزمان حميـ = ـد السعي يجري على إسعافي القدر
وأن تساعدني أيام اربعة = اليمن والنصر والتمكين والظفر
يا رب بالمصطفى هب لي تحقق ما = أرجو من الخير يا ربي وأنتظر
و والدي ارحمن ولتجعلنهما = في جنة الخلد فيها الكوب والسرر
ولتتحفن بالمنى أهلي وعاف ذوي الـ = ـإسلام أنت على ما شئت مقتدر
ثم الصلاة على المختار من مضر = معها سلام شذاه طيب عطر
وآله الطاهرين الغر أجمعهم = وصحبه من لدين الله قد نصروا
وقال أيضا:
قد هاج لي طلل من شوقي العللا = فاهتاج شوقي ولم أعبأ بمن عذلا
فظلت بين ربوع كنت أعرفها = أمشي وأرجع طورا حائرا وَهِلا
ربع يذكرني أيام كنت به = حلت صبابته واللهو منه حلا
أيام أصبو إلى غيد منعمة = أظل بين يديها لاهيا غزلا
أصغي إلى ذي وهذي في محادثة = لهن لا معرضا كلا ولا وجلا
فياله من حديث راق منطقه = لا عيب فيه ولا فحشا ولا مللا
وحي الملاحظ منه هو أكثره = فبالملاحظ ما نخفيه فيه جلا
غيد إذا ما رأى ذو الحلم بهجتها = غدا بها عن سواها الدهر مشتغلا
فالثغر منها يحاكي البرق مبسمه = والقد منها كبان ماس واعتدلا
دهر مضى بعدما طاب الوصال لنا = به فكان على المحبوب مشتملا
غر لياليه والأيام منه خلت = مما يكدره والجو منه خلا
دهر تعاودني ذكرى مرابعه = وتلك ذكرى تثير الهم والخبلا
إذا تذكرت أياما به سلفت = ترقرق الدمع من عيني منهملا
يا ليت شعري هل أحبى بعودته = حتى أظل به جذلان محتفلا
دع عنك ذكر الصبا واللهو أجمعه = فجل بدر الشباب اليوم قد أفلا
كيف التصابي وذكر الغيد مائسة = وقد بدا الشيب في فوديك مشتعلا
فلترتدع عن سبيل الغي أجمعه = وافزع إلى مدح من قد حاز كل علا
محمد خير من يمشي على قدم = وخير داع إلى دين الإله علا
ضاءت بمولده الأكوان وازدهرت = وأصبح الملأ الأعلى به جذلا
قد زان مولده الأزمان فابتهجت = كأن ما هو في جيد الزمان حلى
كما به نالت البطحاء منزلة = حلت بها من ذرى عليائها القللا
من قبله كانت الأجواء طامسة = وحين جاء كساها الدر والحللا
محمد رحمة للعالمين أتى == بها الإله تعم السهل والجبلا
من فضله نحل الرحمن أمته == فضلا وملته قد فاقت المللا
قد قام يدعو إلى دين الإله وقد == عم الفساد وساد القادة الجهلا
ما زال والناس في غي وفي عمه == يدعو لدين الهدى الأفراد والجملا
حتى أبان الصراط المستقيم لنا == مثل الصباح سنى يبد لمن عقلا
وبدل الغم شرحا والأسى فرحا == والعسر يسرا وصعب الأمر قد سهلا
أرجو بمدحك خير العالمين علا == وأن أرى عند لقيا ربي الجذلا
يا رب بالمصطفى هب لي المنى أبدا == واقض الحوائج لي واغفر لي الزللا
ثم الصلاة على خير الورى أبدا == معها سلام يفوق العارض الهطلا
تعم آلا وأصحابا لأحمد ما == غنى الحمام بأغصان له أصلا
وقال أيضا (ذي الحجة سنة 1992م):
ألا حق قول الشعر والحق ناصع == فهذي دواع للقريض دوافع
فذي طيبة الغرا وهذي جبالها == تلوح وهذي دورها والشوارع
وذي القبة الخضراء يلمع نورها == ونور سناها الدهر في الكون لامع
وذاك بقيع الغرقد النير الذي == لبعض لآلي الآل والصحب جامع
وذا الشهر فيه كان مولد أحمد == وذلك شهر فضله الجم شائع
بمولده سحب المسرة أقبلت == ومزن السرور المترعات طوالع
بمولد طه الكائنات مضيئة == ونجم المعالي في البرية طالع
فمولده للشرك في الناس خافض == وهو لتوحيد المهيمن رافع
نبي كريم للبلاد منور == وللشرك محاء وبالصدق صادع
دعا الناس للإسلام جهرا فمن أبى == تقومه قسرا سيوف قواطع
بأيدي صحاب مخلصين فكلهم == شديد على الكفار لله طائع
إذا ما دعاه القرم يوما حسبته == لشدته ليث الشرى وهو دارع
فأحمد خير الخلق داع إلى الهدى == وعن كل أنواع الضلالة وازع
قد أنزل رب العرش جل جلاله == عليه كتابا نوره الدهر ساطع
كتاب عزيز أعجز الخلق كلهم == قد اعترفت بالعجز عنه المساطع
إلهي بجاه المصطفى اقض حوائجي == فخيرك ممدود وفضلك واسع
إلهي اقض ما قلنا وما أضمر الحجا == فأنت لما في القلب راء وسامع
ووفق جميع المسلمين إلهنا == لما هو في الدارين مجد ونافع
وصل على الهادي الأمين وحزبه == ذوي الرشد ما ريئت بروق لوامع
وما سح مزن الساريات على الملا == وما ناح في الروض الحمام السواجع