قال : مجدد العصر إمامنا الشيخ علي الرضا بن محمد ناج حفظه الله تعالى ورعاه آمين
أَمِن ذِكْرِي أُمَامَةَ مُستَهَامُ
وَعَنهَا قَد يُخَبِّرُنِي المَنَامُ
أُمَامَةُ لَستُ أَسْمَعُ فِيكِ لَومًا
وَلَيسَ الحُبُّ يُنسِيهِ المَلاَمُ
يُحَدِّثُنِي التَّفَكُّرُ عَنكِ طَورًا
وَأَطْوَارًا يُحَدِّثُنِي الكَلاَمُ
أَبِيتُ مُعَلَّقَ الأَحْشَاءِ صَبًّا
يُؤَرِّقُنِي التَّذَكُّرُ وَالهُيَامُ
وَأَذكُرُ مِن لَيَالِي الصَّـفوِ دَهْرًا
مَضَى وَالدَّهرُ لَيسَ لَهُ دَوَامُ
لَيَالِيَنَا الأُلَى بِخِيَامِ نَجْدٍ
مَعَ الأَتْرَابِ لاَ بَعُدَ الخِيَامُ
زَمَانًا فِيهِ أَشْرَقَتِ الليَالِي
وَطَابَ لَنَا وِصَالُكِ يَا أُمَامُ
أَلاَ هَل لِّلتَّوَاصُلِ مِن سَبِيلٍ
يَعُودُ لَنَا بِهِ العَهْدُ القُدَامُ
وَهَلْ عَلِمَتْ أُمَامَةُ أَنَّ سِرِّي
بُعَيْدَ البَيْنِ نَمَّ بِهِ الغَرَامُ
رَمَتنِي وَهْيَ نَاظِرَةٌ بِلَحْظٍ
تَقَاصَرَ دُونَ رَميَتِهِ السِّهَامُ
كَأَنَّ الفَجرَ مَبْسَمُهَا وَمَهمَا
تَبَسَّمُ فِي الدُّجَى انكَشَفَ الظَّلاَمُ
إِذَا بَرَزَتْ تَهَادَى قُلْتَ شَمْـسٌ
تَرَاءَت دُونَهَا انحَسَرَ الغَمَامُ
غَرِيرَةُ مَنشَإٍ حَسْـنَاءُ قَدٍّ
عَرُوبٌ زَانَ خِلقَتَهَا تَمَامُ
أَوَدُّ وِصَالَهَا وَتَوَدُّ وَصْلِي
وَتَجمَعُنَا المَحَبَّةُ وَالذِّمَامُ
وَقَدْ بَعُدَ المَزَارُ فَلاَ وِصَالٌ
يُؤَمَّلُ وَالوِصَالُ لَهُ انفِصَامُ
تَعَزَّ عَنِ الصِّبَا وَعَنِ التَّصَابِي
فَقَدْ قَرُبَ المُنَى وَدَنَا المَرَامُ
فَيَا بُشرَى وَيَا فَرَحَا بِأَرْضٍ
بِهَا الهَادِي وَأَصْحَابٌ كِرَامُ
أَيَا أَرْضَ الحَبِيبِ سَقَاكِ غَيثٌ
غَزِيرُ الوَبْلِ مُرتَجِزٌ رُكَامُ
وَلاَ زَالَتْ شِعَابُكِ فِي أَمَانٍ
وَشَعْبُكِ لاَ يَزَالُ لَهُ انتِظَامُ
فَمُذْ جِئنَاكِ نِلنَا كُلَّ رَيبٍ
وَزَالَ الرَّيبُ وَانزَاحَ القَتَامُ
وَقَفنَا خَاشِعِينَ أَمَامَ طَهَ
تَحُفُّ بِنَا الجَمَاهِيرُ العِظَامُ
وَأَجْوَاءُ السُّرُورِ لَهَا ابتِهَاجٌ
يُضِيءُ لَنَا وَللزَّمَنِ ابتِسَامُ
وَشَمسُ الوِدِّ طَالِعَةٌ عَلَيهَا
نَشِيدُ البِشرِ يَقْرَؤُهُ الحَمَامُ
أَيَا خَيْرَ الأئِمَّةِ كُن شَفِيعًا
لَنَا أنتَ المُشَفَّعُ والإِمَامُ
دَعَوتَ إِلَى صِرَاطِ الحَقِّ جَهْرًا
بِإِذنِ اللهِ فَانقَادَ الأَنَامُ
وَأَمْسَى الشِّركُ مُنخَفِضًا ذَلِيلاً
وَقَامَ العَدلُ وَارتَفَعَ الظِّلاَمُ
وَعَمَّ الدِّينُ فِي الآفَاقِ حَتَّى
أُحِلَّ الحِلُّ وَاجتُنِبَ الحَرَامُ
وَضَاءَتْ شِرعَةُ الرَّحمَنِ جَهْرًا
ضِيَاءً مَا يُلاَبِسُهُ قَتَامُ
وَقَدْ حَسُنَ ابتِدَاءُ الخَيْرِ حَقًّا
بِأَحمَدَ مِثلَمَا حَسُنَ الخِتَامُ
صَلاَةُ اللهِ لَيسَ لَهَا انتِهَاءٌ
عَلَى طَهَ وَيَتبَعُهَا السَّلاَمُ.