اعداد الأستاذ محمد عال بن أمد بن أحمدُّ
الله المستعان
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
فصل في الإعراب و سياتي تعريفه لغة واصطلاحا في الطرر فلا حاجة لتقديمه هنا
والرفع والنصب اجعلن إعرابا = لاسم وفعل نحو لن أهابا
والاسم قد خصص بالجر كما = قد خصص الفعل بأن ينجزما
هذا شروع في ذكر أقسام الإعراب وهي أيضًا أربعة: رفع ونصب وجر وجزم.
فمن هذه الأربعة ما هو مشترك بين الأسماء والأفعال. وما هو مختص بقبيل منهما.
وقد أشار إلى ذالك بقوله والرفع والنصب اجعلن إعرابا لاسم وفعل نحو لن أهابا والاسم قد خصص بالجر كما قد خصص الفعل بأن ينجزما يعني أن أقسام الإعراب أربعة: الرفع والنصب والجر والجزم
فأما الرفع والنصب فيشترك فيهما الأسماء والأفعال نحو زيد يقوم وإن زيدا لن يقوم ,
وأما الجر فيختص بالأسماء كما مر ,
و أما الجزم فيختص بالأفعال نحو لم يضربْ
وقد مثل للرفع والنصب والجر بالمثال الأتي وهو: ذكرُ اللهِ عبدَهُ يسُرّ ,
ثم إن الأصل في كل معرب أن يكون إعرابه بالحركات أو السكون. والأصل في كل معرب بالحركات أن يكون رفعه بالضمة ونصبه بالفتحة وجره بالكسرة وجزمه بالسكون وعبر عنه بالتسكين،
وإلى ذلك أشار بقوله
فارفع بضم وانصبن فتحا وجر=كسرا كذكر الله عبده يسر
واجزم بتسكين …
وما عدا ذلك يكون نائبا عنه و أشار إليه بقوله
……. وغير ما ذكر ينوب=نحو جا أخو بني نمر
أي غير ما ذكرمن الإعراب بالحركات والسكون مما سيأتي فرع عما ذكر ينوب عنه
فينوب عن الضمة الواو والألف والنون.
وعن الفتحة الألف والياء والكسرة وحذف النون.
وعن الكسرة الفتحة والياء.
وعن السكون حذف الحرف ويشمل حذف حرف العلة في آخر المضارع المعتل، وحذف النون في الأفعال الخمسة المجزومة.
فعدة الفروع النائبة عشر علامات: ينوب في بعضها حركة فرعية عن حركة أصلية، وفي بعضها حرف عن حركة أصلية، وفي ثالث حذف حرف عن سكون
فللرفع أربع علامات وللنصب خمس علامات، وللجر ثلاث علامات، وللجزم علامتان،
فهذه أربع عشرة علامة: منها أربعة أصول وعشرة فروع لها تنوب عنها.
ومثل للإعراب بالفرع النائب بقوله: جا أخو بني نمر فأخو فاعل والواو فيه نائبة عن الضمة ، وبني مضاف إليه والياء فيه نائبة عن الكسرة ,
ونمر بفتح فكسر أبو قبيلة من العرب .
نص الأبيات مع الطرر:
فصل في الإعراب
وهو لغة: التغيير والتبيين والتحسين، واصطلاحا تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليه لفظا أو تقديرا على القول بأنه معنوي، وعلى القول بأنه لفظي: ما جيء به لبيان مقتضى العامل من حركة أو سكون أو حرف أو حذف، وأقسامه أربعة: رفع ونصب وجر وجزم.
(والرفع والنصب أجعلن إعرابا لاسم وفعل نحو) قولك أهاب و(لن أهابا) وإن زيدا لقائم.
(والاسم قد خصص بالجر )لأن عامله لا يستقل، فيحمل عليه غيره فيه لافتقاره إلى ما يتعلق به. (كما قد خصص الفعل بأن ينجزما) وفي هذه العبارة قلب، والصواب:
والجر قد خصص بالاسم كما = قد خصص الجزم بفعل فاعلما
(وارفع بضم )على الأصل (وانصبن فتحا) كذلك (وجر كسرا) كذلك( كذكر الله عبده يسر.)
(و اجزم بتسكين) على الأصل، (وغير ما ذكر) مما سيأتي في سبعة أبواب، (ينوب) عما ذكر من الإعراب بالحركات والسكون. (نحو جاء أخو بني نمر)
تعليقات على الطرة:
قوله وهو لغة التغيير والتبيين والتحسين هذه لغاته الشهيرة وقد نظم السيوطي لغاته فقال
الاعراب في اللغة جا لعشره=من المعاني قد رواها المهره
أعرب عما في الحجا أبانه=والشيء أعرب فلان زانه
و الإبل في المرعى إذا أجالها=والشيء مفسداته أزالها
وأعرب الإله شيئا غيرا=بعن وبالهمزة عد ما ترى
وأعرب الرجل أي تكلما=بالفحش أو بالعربية وما
كانت له خيل عراب وولد=ولدا أعرابيا ايضا ولتعد
من ذاك من يبيع بيع العربون=فهذه الخمس لوازم تكون
قوله تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا نحو جاء زيد ورأيت زيدا ومررت بزيد او تقديرا نحو جاء الفتى ورأيت الفتى ومررت بالفتى
قوله لأن عامله لا يستقل فيحمل عليه غيره فيه لافتقاره إلى ما يتعلق هذا تعليل لاختصاص الجر بالاسم أي أن عامل الجر أصالة وهو الحرف لا يستقل لافتقاره إلى ما يتعلق به. وقوله فيحمل بالنصب لوقوعه بعد فاء جواب النفي بإضمار أنْ. وقوله غيره عليه أن غير الجر في الاسم وهو الجر في الفعل لو كان على الجر في الاسم.
وقد نقص في عبارة التسهيل وزاد قال لأن عامله لا يستقل فيحمل غيره عليه بخلاف الرفع والنصب زاد لافتقاره إلى ما يتعلق به للتفسير ونقص بخلاف الرفع والنصب قوله بخلاف الرفع والنصب أي في الاسم فإنهما لقوة عاملهما أصالة بالاستقلال يقبلان أن يحمل عليهما رفع المضارع ونصبه
وعلله المرادي بأن كل مجرور مخبر عنه من جهة المعنى ولا يخبر إلا عن الاسم,
واما اختصاص الجزم بالفعل ، فليكون فيه كالعوض من الجر في الاسم
تنبيهات الاول:عن المازني أن الجزم ليس بإعراب قال الصبان: وجهه أن الجزم ليس في الاسم حتى يحمل عليه المضارع قاله الشيخ يحيى
الثاني: قوله والرفع والنصب اجعلن إعرابًا اعترضه السيوطي كما في الصبان:بأن الفعل المؤكد بالنون لا يتقدم معموله عليه والناظم مشى على ذلك في عدة مواضع كقوله:
والفاعل المعنى انصبن بأفعلا وقوله: وبه الكاف صلا، وعلله بعض شراح الجزولية بأن تأكيد الفعل يقتضي اهتمامًا به فيقدم أفاده الشيخ يحيى. وينبغي حمل امتناع التقدم إن سلم على حالة الاختيار دون الضرورة كما هنا، وحينئذٍ يندفع الاعتراض .
الثالث: قوله والاسم قد خصص بالجر الباء داخلة على المقصور كما هو الأكثر ولا يقال هذا تكرار مع قوله سابقًا بالجر والتنوين إلخ لأنا نقول: ذكر الجر هناك لبيان علامة الاسم وهنا لبيان أنه نوع من أنواع الإعراب خاص بالاسم .والله أعلم