وصل بريد الموقع ترجمة للشيخ محمذ بن أحميد الموسوي ، بعثها لنا الأخ أحمد بدر ابن محمد موسى جزاه الله خيرا .
لمرابط الشيخ محمذ بن أحميد الموسوي(ت1282 هجرية) ،
من أبرز الأعيان في بلاد شنقيط الشيخ الولي الصالح المنفق محمذن بن احميد تلميذ القطب سيد محمد الشريف الصعيدي .
وهو الذي قال فيه العلامة بابكر بن احجاب مؤرخا لتاريخ وفاته:
و شرفب لابن حميد قد قضى ** فيه إمام المسلمين المرتضى
وكافل الضعاف والأرامل ** وفيه لا يخيب ظن سائل
ترجم له المختار بن حامدن في موسوعته بما نصه: «محمذ بن أحْمَيَّدْ كان غاية في العلم والورع والجاه والصيت والصلاح، وكان صحيح الكشف، مجاب الدعوة، وله كرامات عجيبة منها أن شجرة تعلقت بثوبه فاحترقت من حينها توفي سنة: 1282 هـ»
نشأ محمذ وتربى في كنف جده لأمه القطب العلامة محمذ (آبَّ العَلَمْ) وحمل اسمه وباشر تربيته، فمما يحكى أنه لما ولد – لأبيه القاضي “احميد” بن المختار بن ألفغ موسى وأمه مريم بنت آبَّ العَلَم – صار الشيخ يتخلف عن الجماعة للاعتناء به، ويحكى أنه ربما ناوله أصبعه فدر عليه لبنا، وقال لوالدته إنها إن حافظت على طهارته أربعين يوما يكون من الأولياء، وكان آبَّ العَلَم قد عرض ابنته هذه على أبناء أخيه الأمين وهم : أحْمَيَّدْ وعبد اللَّ ومحمذ فال قائلا لهم إنه يرى أنها ستلد وليا من أولياء الله، فتزوجها أحْمَيَّدْ فأنجبت له الولي محمذ وأخاه القاضي محمد “أبد”.
وعده العلامة محمد الخضر بن حبيب من الأولياء الذين لا يولد في عامهم إلا سعيد فقال في كتابه “مفاد الطول والقصر على نظم المختصر”: «وقيل أن أهل “اﮔـوارب خمس” لا يولد في عامهم إلا سعيد، ومنهم محمد بن محمد سالم، ومحمذ بن أحْمَيَّدْ، ومحمذ فال بن متالي، ومحمذ بن محمد الأمين ، والصغرى بنت المسك …»
وكتب عنه المؤرخ محمد سالم بن باﮔـا في كتابه ما نصه: «ومن الأعيان الذين ماتوا في عهد إمارة سيدي محمد الحبيب: محمذ بن أحْمَيَّدْ بن الأمين ابن المختار بن أشفغ موسى ووفاته في (سنة: 1282 هـ) …..ويقال إن محمذ بن أحْمَيَّدْ ثالث ثلاثة كل واحد منهم اسمه محمذ بذال معجمة أخذوا عن الشريف سيد محمد الصعيدي وتصدروا وطلب كل واحد منهم خصلة فنالها، ومحمذ بن أحْمَيَّدْ هذا طلب من سيدي محمد الشريف الصعيدي أن يرزقه الله تعالى العلم والمال والجاه فقال له هي لك، فلما سار قليلا تذكر أنه نسي الذرية فرجع إليه فقال له: والذرية فقال: لا إنك نسيتها ولن تجدها؟ ولكن سيخدمك بنو عمك إلى أن تموت» كان محمذ بن أحْمَيَّدْ من كبار مريدي هذا الشريف فقد أخذ عنه الطريقة الصوفية، ولازمه طويلا، ونال منه خيرا كثيرا وحظا وفيرا، ولما قال له الشريف ما حاجتك؟ قال حاجتي أن تجود علي الدنيا فقال له الشريف: أعطيتك الدنيا تكون في يدك ولا تكون في قلبك، قال وأريد “التازبه”: -وهي انتقام الله لعباده الصالحين- فقال له أعطيتك إياها، فذهب عنه ثم عاد إليه فقال أريد الذرية، فقال له الشريف أما هذه فلم تقلها، ولكن سيخدمك أبناء الحرائر، ثم إن محمذ جادت عليه الدنيا فجاد هو بالدنيا على الناس، ونال “التازبه” حتى كان لا يمر بشجرة فتمسك ثيابه إلا اضطرمت نارا، وتموت ناقته إذا امتنعت من الدر. ومات رحمه الله ولم يعقب، وأوصى بثلث ماله لأولاد سيد محمد الشريف، وقد ساهم محمذ ابن أحْمَيَّدْ في نشر الطريقة الصعيدية فممن أخذها عنه محمد بن ابلول واحمد بن زيدان الحاجيان» .
وقد تحدث سيدي محمد الصعيدي رضي الله عنه عن مريده محمذ بن أحْمَيَّدْ قبل أن يلقاه فقد ذكر ضمن كرامات الصعيدي ما نصه: «ومنها قوله للمامون لما قال:
أسبط سبط رسول الله خذ بيدي ** إن الشفاعة منكم للورى ذخر
«وحق رسول الله إني لمقابل بين الحسن والحسين مثل مقابلة محمذ بن أحْمَيَّدْ في المختار بن أشفغ موسى ولم تتقدم له معرفة بمحمذن بن أحْمَيَّدْ قبل ذلك». فالشريف يتصل من جهة الأب بالحسن بن علي ومن جهة الأم بالحسين بن علي رضي الله عن الجميع كما أن مريده محمذ جده المختار من الجهتين، وهو أول من جمع بين الأمين و محمذ(آبَّ العَلَمْ ) فوالده هو أحمد (أحْمَيَّدْ) بن الأمين بن المختار بن أشفغ موسى وأمه مريم بنت محمذ(آبَّ العَلَمْ ) بن المختار بن أشفغ موسى.
وقد كثر المال عند محمذن كما ضمن له شيخه فسلطه الله على هلكته في الحق، فكان يهدي منها الهدايا الجزيلة لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أيضا يغير به المناكر، فمما يحكى أنه مرت به قافلة تحمل أحمالا من التبغ “أمنيج” فاشتراها من عند أهلها وقام بحرقها، وكان أيضا يغيث الملهوف .
توفي لمرابط محمذ عن عمر ناهز المائة قضاه في العلم والعبادة والإنفاق ودفن عند مدنته المسماة باسمه بقرب هضبة “النيش” بأرض”تيجريت”. ومما هو مجرب أن من زاره وفتل عند ضريحه قيدا من شجر ” أسْبَطْ” الموجود هنالك رزقه الله من الإبل بعدد ما فتل،
قال القاضي محمد عبد الله بن محمد موسى في زيارته:
بشراكم نلتم خيرا ولا عجبا ** قد زرتم صفوة الأقطاب والنجبا
محمذ صيته في الأفق مرتفع ** وفعله حسن إن طمت الأربى
ما زاره زائر يوما لطيته ** إلا ونال جميع الخير والأربا
نعم الولي ولي الله صالحه ** ونعم أستاذه الشريف إن نسبا
بحر المعارف من يسقي مصاحبه ** صفو المقامات والأحوال لا الطربا
وافاك ركب حسير جاء زائركم ** خاض الفيافي ولاقى البرد والنصبا
حق على الشيخ إكرام لزائره ** إلى الحديث الصحيح حكم ذا نسبا
منا الذي حاجه رضى الإله علا ** وأن ينال صحيح العلم والأدبا
وبعضنا شأنه أدرى الإله به ** يبغي العلوم ويبغي المال والنشبا
نحن الضيوف أنخنا عند ذي كرم ** يعطي العبيد ويعطي الإبل والذهبا
إني اتيتك ذا جهل وذا سقم ** وذا ذنوب و ذا فقر وأنت أبا