درسنا اليوم هو الدرس التاسع عشر من:سلسلة دروس ألفية ابن مالك مع احمرار المختار ابن بونَ
إعداد الأستاذ: محمد عال بن أمد بن أحمدُّ
الله المستعان
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
ثم أشار إلى حكم عام لجميع المضمرات فقال:
وكل مضمر له البنا يجب ==ولفظ ما جر كلفظ ما نصب
يعني أن المضمرات كلها مبنية بالاتفاق وقد اختلف في سبب بنائها فقيل بنيت لشبهها بالحرف في المعنى لأن كل ضمير متضمن معنى التكلم أو الخطاب أو الغيبة وهي من معاني الحروف وقيل غير ذلك
وقد ذكر في التسهيل لبنائه أربعة أسباب
أولها: شبه الحرف وضعا لأن أكثره على حرف أو حرفين وحمل الباقي على الأكثر
وثانيها: شبه الحرف افتقارا؛ لأن المضمر لا تتم دلالته على مسماه إلا بضميمة من مشاهدة أو غيرها
وثالثها: شبه الحرف جمودا والمراد بالجمود عدم التصرف في لفظه بوجه من الوجوه حتى في التصغير وبأن يوصف أو يوصف به كما فعل بالمبهمات.
ورابعها:الاستغناء باختلاف صيغه لاختلاف المعاني،ولعل هذا الرابع هو المعتبر عند الناظم في بناء المضمرات ، ولذا عقبه بتقسيمها بحسب الإعراب كأنه قصد بذلك إظهار علة البناء فقال:”ولفظ ما جر كلفظ ما نصب”
أي الصالح للجر من الضمائر المتصلة هو الصالح للنصب وقد تقدم ذكره
للرفع والنصب وجر نا صلح= كاعرف بنا فإننا نلنا المنح
يعني: أن هذا الضمير، يعني لفظ ”نا” صلح للرفع والنصب والجر، ومثل للثلاثة بقوله::”كاعرف بنا فإننا نلنا المنح”
فموضع ”نا” جر بعد الباء ونصب بعد ”إن” ورفع بعد الفعل.
وما سوى ما ذكر من ”الصالح” للنصب والجر والصالح للثلاثة مختص بالرفع فالأقسام ثلاثة.
قال ابن بونه :
وألف واو ونون ياء = وتًا بها مرفوعة قد جاؤوا
شرع في ضمائر الرفع الخاصة به وذكر منه خمسة وهي ألف الاثنين ، وواو الجمع المذكر، ونون الإناث، وياء الواحدة المخاطبة، والتاء، وهي تضم للمتكلم و وتفتح للمخاطب وتكسر للمخاطبة.
وقرنوا التاء بميم وألف= مضمومة لاثنين والميم أُلف
متصلا بها لجمع ذُكِّرا = والنون مشدودا لهن ذكرا
يعني أن العرب تصل التاء المضمومة بالميم والالف للمخاطبين الاثنين كضربتما وبالميم فقط للجمع المذكر كضربتم، وبالنون المشدد للإناث كضربتن.
تسكين ميم الجمع إن لم يتصل= به ضمير رجحوا به حظل
يعني أن ميم الجمع إذا لم يتصل به ضمير آخر فالراجح تسكينه على ضمه بإشباع واختلاس وإذا اتصل به الضمير امتنع تسكينه خلافا ليونس ويدل لما قال أن بن الأثير حكى من قول عثمان رضي الله عنه :”أراهمني الباطل شيطانا” وقراءة الكسائي {إن يسألكمْها}
السلام عليکم جزاکم الله خيرا
وعليكم السلام ، جزاك الله خيرا