درسنا اليوم هو الدرس الثالث عشر :من سلسلة دروس لامية الافعال مع احمرار الحسن ابن زين
إعداد الأستاذ عبد الله بن محمدن بن أحمدُّ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، الله المستعان
تقدم في الدرس الماضي أن ماضي فعل الحلقي ينقسم إلى ثلاثة أقسام
،أولها ما فيه التثليث وتقدم الكلام عليه عند قوله: “وقد يثلث ذا الماضي رجحت منا” والثاني هو المقصود هنا قال الحسن ول زين
وإن تكن بهما عين المضي شُكلت == يصلحْ مضارعه لما به شُكلا
أي أن الماضي هنا إن شكلت عينه بالفتح والضم فمضارعه كذالك أي بالفتح والضم فالضم لفعُل والفتح لحرف الحلق قال في الطرة
وإن تكن بهما أي الضم والفتح عين المضي الحلقي شكلت كصلح روي بهما قوله عليه والسلام: <ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله> كما في القسطلاني. يصلحْ مضارعه لما به شكلا، ورُوي به بهما قوله:
خذا حذرا يا جارتي فإنني == رأيت جران العَود قد كاد يصلح
وكملح الماء وصبأ: خرج من دين لآخر، ومحلت الأرض و شأم ضد يمن وشعر به: فطن، وشحب لونه ونشأ شب؛ فهو كالأول ثم ذكر القسم الثالث بقوله
و اجنأ على الفتح إن كسر يصاحبه == في عين ماض ولا تطلب به بدلا
ومعنى البيت أنه إذا اجتمع الفتح والكسر في عين الماضي ففي
مضارعه الفتح لا غير ،وذلك لأن كلا من كسر عين فائه في الماضي وحرف الحلق فيه داع لفتح عين مضارعه ولذلك عبر بقوله واجنأ أي أكب قال في الطرة
واجنأ من جنأ عليه: أكب، قال:
أغاضرَ لو شهدت غداة بين == جنوء العائدات على وسـادي
على الفتح في الآتي إن كسر يصاحبه في عين ماض ولا تطلب به بدلا؛ لاتفاق مقتضى الداعيين، كجنأ عليه، وكرزأه: نقصه،
إن سليمى والله يكلؤها == ضنت بشيء ما كان يرزؤها
وشنأه ونهسه أكله بمقدم أسنانه قال،
فيبتن ينهسن الجَبُوب بها == وأبيتُ مرتفقا على رحلي
ودمعت العين،
فالعين بعد همُ و كأن حداقها == سملت بشوك فهي عورا تدمَع
وعمِه: تحيَّر، {في طغيانهم يعمهون}، ودخر: ذلَّ، {سيدخلون جهنم داخرين} وتعس: هلك، وقحل: اشتد يبسه،
وءالف وجه الأرض عند افتراشها == بأهدأ تنبيه سناسن قحل
ووبه به: فطن،وفي الحديث: لا يؤبه به وفجأه ولطأ به: لصق، ونكهه: شم ريح فمه، ونهكته الحمى : أضنته.
قال ابن مالك
عين المضارع من فعلت حيث خلا == من جالب الفتح كالمبني من عتلا
فاضمم أو اكسر إذا تعيين بعضهما== لفقد شهرة أو داع قد اعتزلا
يعني أن عين المضارع إذا خلت من جالب الفتح وهو كون اللام أو العين حرف حلق فأنت مخير فيه بين الكسر والضم لكن بشرط أن لا تكون هنالك شهرة لأحدهما أوداع من دواعيهما المتقدمة من تضعيف المعدى وبذ الفخر, وكون اللام او العين واوا,كقال ودعى, هذا بالنسبة للضم, وتضعيف اللازم وكون الفاء واوً,كوعد أواللام أو العين ياءً كأتى وباع بالنسبة للكسر, وإلا بأن كان هنالك داع لأحدهما أو شهرة تعين العمل بمقتضاه ,ومثل للمخير فيه بقوله عتَل ومثلها حلب وخلب وعدَّ في فتح الاقفال نحو مائة وأربعين مثالا منه.
قال في الطرة:
عين المضارع من فعلت حيث استكمل ثلاثة شروط،
أولها: أن يكون خلا من جالب الفتح كالمبني من عتلا، لا كسأل ومنع..
ثانيها: أن لا يتعين ضمه لشهرة أو داع، لا كثقب وقال ودعا.
ثالثها: أن لا يتعين كسره لهما، لا كضرب وباع ووعد.
وإلى هذين أشار بقوله: فاضمم أو اكسر إذا تعيين بعضهما: أي أحدهما. قد اعتزل لفقد شهرة به فيها أو داع إليه فيه،
وإلا اتبعا كيضرب ويقتل، خلافا لابن عصفور في إجازته الأمرين معها.
فيضرِب مثال لما اشتهر فيه الكسر ويعبرون عنه بباب ضرب وذكر في فتح الاقفال منه مأئة وبضعة وسبعين مثالا, ومثَّل بيقتُل لما اشتهر فيه الضم ,ويعبرون عنه بباب نصر وذكر في فتح الاقفال منه مأتين وعشرين مثالاوالله تعالى اعلم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم تسليما