بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
أخوتي الكرام نواصل معكم القراءة في قصيدة الدالية و هي مديحية للعلامة محمذن بن علي الأبهمي الديماني ، تقارب أبياتها الأربعمائة.
ونكتفي اليوم بثلاثين بيتا منها، ابتداء من البيت رقم 177,
177.وَأَخْبَرْتَ ـ تَحْدُو ـ أَنْ ضَرْبَةَ جُنْدُبٍ==تُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ المُـــــــرْدِي
178. وَبَكْرٌ بِذِي قَارٍ دَعَوْتَ بِنَصْـــرِهَا==فَفَلُّوا جُنُودَ الفُرْسِ يَالَكَ مِنْ رِفْدِ
179.فَكَانَتْ لَهُمْ دَعْوَاكَ فيِ الْحَرْبِ بَعْدَهَا==شِعَارًا بِهِ يَسْتَهْزِمُونَ مَعَ الشَّــــــــدِّ
180.وَبِالسِّحْرِ فيِ مُشْطٍ وَجُفِّ مُشَاقَةٍ==فَبُعْداً بِذِي أَرْوَانَ لِلنِّسْوَةِ النُّكْــــدِ
181.وَأَخْبَرْتَ عَنْ زَيْدِ بْنِ صَوْحَانَ أَنَّهُ==سَيَسْبِقُهُ لِلْخُلْدِ عُضْوٌ لَهُ العَبْدِي
182.وَبَعْدُ أُصِيبَتْ كَفُّهُ فيِ جِهَـــــــادِهِ==وَبِالنَّهْرَوَانِ اغْتَالَهُ الْمَارِقُ الزِّنْـــــدِ
183.وَأَخْبَرْتَنَا أَنْ سَوْفَ تُبْنَى مَدِينَــــــــةٌ==سَيُجْبَى لَهَا مَا فيِ الخَزَائِنِ مِنْ نَقْــدِ
184.بِدَجْلَةَ عِنْدَ الثَّنْيِ بَيْنَ دُجَيْلَــــــــهَا==وَقُطْرُبَّلٍ وَالْغَيْبُ مَكْنُونَهُ تُبْــــــــــــــــــــدِي
185.فَكَانَتْ بِهَا بَغْدَادُ شِيدَتْ قُصُورُهَــا ==لِثَانِي بَنِي العَبَّاسِ مَنْصُورِهَا الجَعْــــدِ
186. أَقَامَتْ بِهَا الأَمْلاَكُ مِنْ آَلِ هَاشِمٍ==وَدَانَ لَهَا مَا دُونَ صِينٍ إِلَى السِّنْدِ
187.وَإِذْ زُوِيَــتْ لَهُ البَسِيطَـــــةُ فَانْــزَوَتْ==تَرَاءَى لَهُ مَا بَيْنَ طَنْجَةَ وَالْهِنْــدِ
188.وَيَبْلُغُ مُلْكَ الأُمِّيِّينَ الَّذِي انْزَوَى==وَرُؤْيَةُ قُرْبٍ مِثْلُــهَا وَهْيَ عَنْ بُعْـــدِ
189.وَبِالأَعْوَرِ الْكَذَّابِ أَخْبَرْتَ مُنْــذِراً==وَيُرْدِيهِ رُوحُ اللهِ بِالْبَابِ مِـــنْ لُــــدِّ
190.خَدَمْتُكَ بِالْمُسْطَاعِ مِنِّي هَدِيَـــــةً==لِيَغْفِـــــرَ رَبِّـــــي مَـا أُسِــرُّ وَمَـــا أُبْــــدِي
191.وَأَحْظَى بِنَيْلِ الْوَصْلِ مِنْكَ وَرُبَّمَا== يَنَالُ الفَتَى وَصْلَ الأَحِبَّةِ فيِ البُعْــــدِ
192.وَإِنِّي وَذِكْرِي آَيَكُمْ وَامْتِدَاحكم==مَعَ الْعَجْزِ عَنْ دَرْكِ الَّذِي رُمْتُ بِالسَّرْدِ
193.لَلِي إِسْوَةٌ فِيهِ بِكَعْبٍ وَحُلَّتِــــــــــي==مِنَ الْعَفْوِ وَالرِّضْوَانِ وَالْعِيشَةَ الرَّغْـــــــدِ
194.تَسَدَّيْتُ يَمَّ المَدْحِ مِنْ غَيْرِ مَرْكَبٍ==وَعِنْدَ الْتِجَاجِ الْيَمِّ مَرْكَبُهُ مُرْدِي
195.وَأَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ مِنْ خَيْلِ سَبْــقِـهِ==إِذَا هِيَ جَاءَتْ فيِ مَيَادِينِهَا تَــــــرْدِي
196.وَلَكِنَّ فَهَّ المَدْحِ مَدْحِكَ مُفْلِــقٌ==وَفُسْكُلُهُ مُجْــلٍ وَضِلِّيلُهُ مَهْـــــدِي
197.فَكَمْ مِنْ بَلِيغٍ خَامَ عَنْهُ وَإِنَّـــــــــــــهُ==لَكَالْفَيْصَلِ المَسْنُونِ سُلَّ مِنَ الغِمْد
198.وَإِنْ يَكُنِ الْعَاصِي شَقِيًا مُعَارِضـًا==لآِيِكَ فَالمُمْلِي سَعِيدٌ وَذُو سَعْــــــــــدِ
199.أَبِيتُ سَمِيرَ الجِدِّ فيِ حَوْكِ مَدْحِكُــمْ==سَمِيرُ الْهُوَيْنَا لاَ يُعِيدُ وَلاَ يُبْـــدِي
200.وَأَحْكَمَ حُبِّيكَ الَّذِي بَيْنَ فِكْرَتِـــــــــي==وَبَيْنَ الْقَوَافيِ مِنْ ذِمَامٍ وَمِنْ عَهْدِ
201.فَأَعْمَلْتُهَا فيِ المَدْحِ مَا الهُجْرُ دَيْدَنِي==إِذَا أَحْكَمَ الْعِرِّيضُ دَامِغَةً تُنْــــــدِي
202.وَقَدْ كُنْتُ قَبْلَ الْيَوْمِ صَعْبًا قِيَــادُهَا==عَلَيَّ فَقَدْ آَلَتْ مُطَاوِعَةَ الْقَصْـــــدِ
203.بِعُرْوَتِكَ الوُثْقَى مَنَاطُ مَنِينِهَا==لِيُلْفَى حَصِيفًا فَتْلُهُ مُحْكَمُ الْعَقْدِ
204.فَمَنْ يَعْتَصِمْ مِنْكُمْ بِجَبْلٍ يَصِلْ بِــه==لِحَضْرَةِ رَبٍّ لاَ مُضِلَّ لِمَنْ يَهْـــــــدِي
205.فَلاَ غَرْو فِي أَنْ قَدْ تَزَبَّبْتُ حِصْرِماً==وَأُبْدِلْتُ مِنْ لُقْيَا سُعَيْدٍ لُقَى سَعْـــدِ
206.وَهَذَا مُؤَدَّى مَا اقْتَرَحْتُ وَمَبْلَغِي==وَكَيْفَ بِحَصْرِ الطَّيْسِ وَالْقَطْرِ بِالْعَدِّ