درسنا اليوم هوالدرس السابع عشر من سلسلة دروس لامية الافعال مع احمرار الحسن بن زين
إعداد الأستاذ عبد الله بن محمدن بن أحمدو
ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، الله المستعان
باب أبنية المزيد فيه، ومعانيه.
هذ باب سيذكر فيه الأفعال المزيد فيها والمراد به الثلاثي والرباعي، وقد سبق كما تعلم ان المجرد الثلاثي ليس له إلا ثلاثة أبنية, وليس للرباعي الا بناء واحد, ولم يذكر هنا من مزيد الرباعي الا ثلاثة أمثلة وهي: تفعْلَلَ كتدحرج، وانفعَلَ كاحرنْجم، وافعَلَلَّ كاسبطَرَّ وما ذكره الناظم هنا كله هو من مزيد الثلاثي قال ابن مالك:
كأعلم الفعل يأتي بالزيادة معْ==والَى ووَلَّى استقام احرنجم انفصلا
يعني ان الفعل المتلبس بأحد حروف الزيادة العشرة التي تجمعها كلمة: سألتمونيها،إذا أتى موازنا لأحد الأوزان المذكورة التي أولها أفعل بزيادة همزة القطع, كأكرم وأعلم, ومنها فاعَلَ, بزيادة ألف بين الفاء والعين كضارَبَ وقاتَل, ونظيره من معتل اللام وَالَى التي مثل بها الناظم ومنها فعَّل بتضعيف العين كعلَّم وكلَّم ,ونظيره من معتل اللام ولَّى التي في المثال , ومنها استفعل بزيادة همزة الوصل بين السين والتاء كاستخرج ونظيره من معتل العين استقام كما في المثال كذلك يسمى مزيدا.
قال في الطرة :
باب أبنية: أي مباني الفعل المزيد فيه و ما تيسر من معانيه.
كأعلم الفعل مبتدأ. يأتي خبر. بـسبب الزيادة أو مع الزيادة كأعلم حال، مع والى وولَّى استقام احرنجم انفصلا
ثم ذكر الحسن ول زين بعض معاني هذه الأفعال المتقدمة فقال:
بأفعل استغن أو طاوع مجرده==وللإزالة والوجدان قد حصلا
بأفعل استغن أي جئ به دالا على المعنى الذي دل عليه المجرد، فهذا هو معنى الاستغناء ,عن المجرد؛ كأقسم وأفلح: فاز، وأناب: تاب، وأحضر وأعنق: أسرع.
أو طاوع مجرده؛ كمريتها فأمرت وظأرتها فأظأرت وصرمتها فأصرمت ومخضته فأمخض.
و قد حصل للإزالة؛ كأقذيته وأشكيته: أزلت عنه القذى والشكاية. والوجدان؛ كأكذبته: وجدته كاذبًا،ومنه قوله تعالى : {فإنهم لايُكْذبونك} ، ومنه قول الزبيدي: “لله در بني سليم لقد سألتها فما أبخلتها، وقاتلتها فما أجبنتها، وهاجيتها فما أفحمتها”.
ثم قال:
وقد يوافق مفتوحا ومنكــســـرا== ثـلاثـيا كوعــى والمرء قد نملا
اي ان هذا الرباعي قد يوافق الثلاثي من فعَل بالفتح وفعِل بالكسر الموافق له في المادة وذالك كوعى وأوعى ….الخ
قال في الطرة
وقد يوافق ثلاثيا مفتوحا ومنكسرا؛ فالمفتوحُ كوعى وسقى ووحى وسرى وصاب، قال تعالى: {جمع فأوعى}، {وأوحى ربك إلى النحل}.
وقال:
لم يسلبوها ولم يعطوا بها ثمنا .:. أيدي النعام فلا أسقاهم الساقي
وقال:
أسرت عليه من الجوزاء سارية.:. تزجي الشمال عليه جامد البرد
وقال:
أصاب قطاتين فسال لواهما.:. فوادي البَدِيِّ فانتحى للأريض
وقال:
رُزقتْ مرابيع النجوم وصابها .:. ودق الرواعد جَودُها فرِهامها
وشكل الأمر وأشكل.ومما ندر مجيء أفعل لازما وفعَل متعديا قولهم: كبه لوجهه فأكب ,كمافي الصحاح وزاد القاموس قشعتُ القوم فأقشعوا أي فرقتهم,من الحضرمي
والمكسورُ كقولك: المرء قد نمل وأنمل: نمَّ، وجاء كنصر فيوافقهما، وظلِم الليل وأظلم ونعظ وأنعظ، . وذعن وأذعن، وأمضَّ وأحس في مض وحس، وفي ق: مض الكحل العين يمضها: -بالضم والفتح- آلمها، كأمضها؛ فيوافقهما.ثم قال
أعن وكثر وصير عرضن به== وللبلوغ كأمــئ جـعـفــر إبـــــلا
أعن به؛ كأحلبه وأذاده: أعانه على الحلب والذود، قال:
ناديت في الحي ألا مذيدا.:.فأقبلت فتيانهم تخويدا
ومنه قول تميم للحجاج في مصلوبه: “أقبرنا صالحا”
وكثر به؛ كأضب المكان وأظبى: كثرت ضبابه وظباؤه، وأعال الرجل: كثر عياله، لا عال يعول: جار، {ذلك أدنى أن لا تعولوا} ،ولا عال يعيل: افتقر، قال:
وما يدري الفقير متى غناه.:.وما يدري الغني متى يعيل
وصير: أي جيءْ به دالا على الصيرورة؛ كأغدَّ البعير وأبقل المكان: صارا ذوي غدة وبقل، وأجدب وأجرب: صارت إبله في جدب وذات جرب.
أو على التصيير: كأعنقت الكلب: صيرته ذا مِعْنقةٍ: قلادة، ومنه: {أماته فأقبره}،{فقال أكفلنيها}؛ أي صيرني كافلها، أو صيرها من كفلي؛ أي نصيبي.
عرضن به؛ كأبعت العبد وأقتلت المحارب: عرضتهما للبيع والقتل. وللبلوغ عدديا كأمئ جعفر إبلا، وأثلثت الدراهم: بلغت الثلاثين، إلى أتسعت: بلغت التسعين. أو زمانيا؛ كأمسى وأصبح. أو مكانيا؛ كأنجد وأعرق، قال:
أبا مِسمع سار الذي قد صنعتمُ .:.وأنجد أقوام بذاك وأعرقوا
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم تسليما