درسنا اليوم هو الدرس الثامن عشر من : سلسلة دروس لامية الأفعال مع احمرار الحسن ابن زين .
إعداد الأستاذ عبد الله بن محمدن بن أحمدُّ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، الله المستعان
قال الحسن ابن زين :
وعدين به وأطلقن وقس == ونقلنا غيرَها مــــن هــذه نـقـلا
ذكر في هذ البيت أن أفعل تاتي للتعدية ، وهي أشهر معانيه ، ومعناها جعْل فاعلِ الفعلِ الثلاثي مفعولاً لأفعل ، كأجلست زيدا. بعد أن كان التركيب قبل التعدية ، جلس زيدٌ ، ومعنى قوله : “اطلقن وقس” أن تعدية الثلاثي بالهمز قياسية مطلقا, سواءا كان الفعل لازما أو متعديا الى مفعول واحد , أو إلى مفعولين ,وقيل أن ذلك يقتصر فيه على النقل والسماع ولا يقاس عليه وهذا معنى قوله : ونقلنا غيره ….الخ أي أن اقتصارنا على النقل في غير المسموع منها أي التعدية بالهمزة نقله الدماميني عن بدر الدين من جملة هذه المعاني ، وقال سيبويه : يقاس في اللازم دون غيره . وقال ابو عمر ابن العلا : يقاس في كل فعل إلا في باب علم وهو ما يتعدى الى مفعولين فيعديه الهمز إلى الثالث,
قال في الطرة :
وعدين به الثلاثي ، وأطلقن التعدية، قال:
أريد الثواء عندها وأظنها== إذا ما أطلنا عندها المكث ملتِ
ونحو: { قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } ، ونحو: أريته الهلال وأعلمته الخبر، و نحو{إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا }.
وقســها على المشهور من أربعة مذاهب نظمها عبد الودود بقوله :
اقوال تعديتك الثلاثي .:. بالهمز واحد مع الثلاث
يقاس أولا مطلقا وأسند .:. هذين للأخفش والمبرد
وعمر اللازم من تعبيره .:. يقاس في اللازم دون غيره
ولأبي عمر يقاس مسجلا .:. إلا علمته ونحوه جلا
ونقلنا غيرها من هذه نقلا ؛ أي نقله الدماميني عن بدر الدين.
شارك بفاعَلَ أو وافق ثـلاثـيه == أو أفعل الجعْلِ تابـعـتُ الصـيــام وِلا
ثم انتقل في هذ البيت إلى فاعَل وذكر ثلاثة معان من معانيها ، أولها المشاركة في الفاعلية والمفعولية معنى لا لفظا نحو : ضارب زيد عمر ، وقاتله ،
والفرق بين المشاركة في اللفظ والمشاركة في المعنى هو أن المشاركة في المعنى أن يصير كل من المتشاركين فاعلا ومفعولا ، والمشاركة في اللفظ فقط أن يكون أحدهما فاعلا والآخر مفعولا,شارك بفاعل في الفاعلية والمفعولية – معنىً لا لفظا- كقاتل زيد عمرا وخاصمه.
والمعنى الثاني هو الموافقة أي أن افعل توافق الثلاثي في معناه دون أن تزيد عليه في المعنى كجاوزه بمعنى جازه
ثالثا موافقة فاعَل لأفعل التي بمعنى الجعل أي التصيير نحو : تابعت الصيام أي اتبعته أي جعلته متتابعا ، وواليته أي أوليته أي جعلته متواليا ، قال في الطرة:أو وافق ثلاثيه؛ كسافر وجاوز وطاوع، (ق: السافر: المسافر، لا فعل له). أو أفعل الجعل؛ أي التصيير السابق نحو: تابعت الصيام وِلا: أيْ أتبعت بعضه بعضا، وباعدته: أي أبعدته، ومنه:{ بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا }؛ ويدل له قراءة {بَعِّدْ}.
ثم انتقل الى فعَّل بتشديد العين وذكر له تسعة معان أولها : التكثير ومنها التصيير والاختصار وموافقة تفعَّل وموافقة فعل فقال:
كـثر بفعَّـل صـيِّـر اختصِر وأزل==وافق تفعَّل أو وافـــق بــه فـــعَـــــلا
كثر بفعَّل؛ أي جئ به دالاًّ على كثرة الفعل كجوّل وطوّف، قال:
وقد طوفت في الآفاق حتى .:. رضيت من الغنيمة بالإياب
أو الفاعل كبرّك النعم وربّض الشاء وموّت المال.
أو المفعول نحو:{ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} ، { وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ } ، ويلزم من تكثيرهما تكثيره من غير عكس.
صير؛ كأمّرته وولّيته وعدّلته وجرّحته. اختصر الحكاية؛ كهلّل وأمّن وسبّح وكبّر وأيّه بالرجل. وأزل؛ كقرّده وقذاه: أزال قُراده وقَذاه.
وافق تفعل أو وافق به فعلا مفتوحا أو مكسورا؛ فالأول نحو: فكر؛ أمر من فكر بمعنى تفكر، ومنه: { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ }، وكولىّ بمعنى أدبر، ومنه: { وَلَّى مُدْبِرًا }.
وبقية المعاني المذكورة سنتركها لدرسنا القادم إن شاء الله
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم تسليما كثيرا