درسنا اليوم هو الدرس العشرون : من سلسلة دروس لامية الافعال مع إحمرار الحسن ابن زين.
إعداد الأستاذ عبد الله بن محمدن بن أحمدُّ
الله المستعان, ما شاء الله لا قوة إلا بالله,
شرع الناظم هنا في معاني افعنْللَ بزيادة همزة الوصل, والنون بين العين واللام, وانفعل رديفتها فأما افعنلل فلها معنى واحد وأما انفعل فلها ثلاثة معان , ولكليهما أشار بقوله :
باحرنجمت طاوعن وردفها وبذا == وافق مجردا أويغني انطلق عجلا
ومعنى البيت : أن افعنلل تاتي للمطاوعة أي مطاوعة المجرد الرباعي, وكذلك انفعل , لكن مطاوعتها للثلاثي لا الرباعي ككسرته فانكسر,
وأشار بقوله : “وبذا وافق ….إلخ” الى أن الاأخير الذي هو انفعل ياتي للدلالة على الموافقة لفَعَل المجرد, كانطفئت النار أي طفئت ، وتاتي للاغناء عنه عند عدم سماعه كانطلق بمعنى ذهب.
قال في الطرة مع بعض التوضيحات :
افعنللت كـاحرنجمت طاوعن فَعْلل؛ كحرجمتْ الإبل فاحرنجمت.
وبانفعل – ردفها- ـ (فعَلَ عِلاجِيًّا) -في حالة كون فعل ذا علاج أي تاثير محسوس متعلق بالظاهر, فلا يقال علمت المسألة فانْعلمتْ ، ولا ظننت ذلك حاصلا فانْظن, لأن العلم والظن مما يتعلق بالباطن ولا أثر لهما محسوسا, ولذالك قال ، لا كظن وعلم ؛بل ككسرته فانكسر وبعثته فانبعث، ومنه: {إذ انبعث أشقاها} . وأفعل؛ كأزعجته فانزعج وأغلقته فانغلق.
وبذا وافق مجردا؛ كانطفأت النار: أي طفئت. او يُغني عنه؛ كـانطلق عجلا؛ أمر من انطلق: أي ذهب، وانزرب: دخل في الزريبة. ثم قال :
وفي مطاوعة ملا لوى ورمى == وصلته أونقلت جا به افتعلا
ذكر هنا بعض الافعال التي تاتي افتعل مُطاوِعة فيها ,بدل انفعل , وهي ما أوله لام أو ميم أو راء ، أو واو ، أو نون ،
قال في الطرة :
أي بدله غالبا افتعل في مطاوعةٍ لما أوله ميم أو لام أو راء أو واوٌ أو نون؛وذكر الأمثلة على اللف والنشر المرتب نحو: ملا لوى ورمى وصلته أو نقلت،ولم تسمع انفعل في الغالب في مطاوعة ما أوله حرف من هذه الحروف ومن غير الغالب قوله:
ربع عفاه الدهر طولا فامَّحى == قد كاد من طول البلى أن يمصحا
ثم تابع ابن مالك في استطراد الاوزان المزيد فيها فقال :
وافعلَّ ذا ألف في الحشو رابعة == وعاريا، وكــــذاك اهْـبَيَّخَ اعـــتــــــدلا
يعني أن من أزوان المزيد فيه, افعلَّ, حال كونها ذا ألف رابعة في الحشو, كاحْمَارّ,َوافعَّل ّخالية من الالف كاحمَرَّ,على أنهما بمعنى واحد وقيل أن الأول للْلون الثابت من الألوان, والثاني لغيرالثابت,
ومنها كذلك افعيَّل بزيادة همزة الوصل, والياء المشددة,بين العين واللام, كاهبيَّخ, ومنها افتعل بزيادة همزة الوصل والتاء كاعتدل واختار,
قال في الطرة :
وافعلَّ ذا ألف في الحشو رابعة وعاريا وكذاك اهبيّخ: انتفخ وتكبر وتبختر، والصبي: سمن، وافتعل؛ كـاعتدل.
والى الدرس القادم إن شاء الله تعالى وصلى الله وسلم على سيدا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم