درسنا اليوم هو الدرس التاسع والعشرون: من لامية الأفعال مع احمرار الحسن ابن زين.
إعداد الأستاذ عبد الله بن محمدن بن أحمدُّ
أبنية أسماء الفاعلين والمفعولين
هذا فصل تكلم فيه عن أبنية اسماء الفاعلين والمفعولين والقياسي من ذلك والسماعي وضابط الباب: أن القياسي إما أن يكون من الثلاثي أومن غيره، والثلاثي إما أن يكون مفتوح العين أو مكسورها أو مضمومها، ومفتوحها إما أن يكون لازما أو متعديا وكذلك مكسورها، وأما مضمومها فلا يكون إلا لازما فمفتوح العين مطلقا قياس اسم فاعله على وزن فاعل لازما كان أو متعديا وكذا مكسورها إن كان متعديا فبقي ما إذا كان المكسور لازما وبقي المضموم فقال:
كوزن فاعل اسم فاعل جعلا == من الثلاثي الذي ما وزنه فعلا
فذكر أن اسم الفاعل من الثلاثي يكون على وزن فاعل بشرط أن لا يكون الثلاثي على وزن فعل بالضم أو فعل بالكسر لازما بدليل قوله الآتي: وصيغ من لازم ,,,الخ, فالأول الذي هو فعَل بالفتح كضارب وذاهب والثاني الذي هو فعِل بالكسر كشرب فهو شارب وفهم فهو فاهم قال في الطرة: (كوزن فاعل اسم فاعل جُعِلَ مقيسُ اسمِ فاعلٍ من ثلاثة أقسام الثلاثي ، وهي: فعَل بالفتح مطلقا؛ كضرب وجلس. وفعِل بالكسر واقعا؛ كشرب وعلم. ورابعُها: لازمه، وسيأتي، الذي ما وزنه فعل بالضم)
ثم ذكر قياسه من فعل بالضم فقال:
ومنه صيغ كسهل والظريف وقد == يكون أفعل أو فعالا أو فعلا
الضمير في منه يعود لفعل بالضم لأنها آخر مذكور، يعني أن فعل بالضم يأتي قياس اسم فاعلها بأوزان مختلفة وهي اثنا عشر وزنا أولها فعل بتسكين العين كسهل، والثاني فعيل كظريف والثالث أفعل والرابع فعال بفتح الفاء والعين، والخامس فعل بفتح الفاء والعين كذلك.
قال في الطرة: (ومنه؛ أي المضمومِ خامس أقسام الثلاثي صيغ المقيسُ؛ كسَهْل وسمح وصعب. والظريف والسميج والبهيج والثقيل.
وقد يكون أفعل؛ كأحمق وأخرق، من الخرق كالحمق وزنا ومعنى.
أو فَعالًا؛ كحصان: عفيفة، وجبان. أو فعلا؛ كحسن وبطل) وبرم وخلف قال بعضهم:
وقل في فعلت وزن فعل .:. كخلق وحسن وبطل
وبرم وغير هذي الاربع .:. من وزنه عندهم لم يسمع
والضرع الضعيف من قوم ضرع .:. الحق بها كما به المجد صدع
أما السادس وما بعده فقد أشار اليه بقوله:
وكالفرات وعفر والحصور وغمـ == ـر عاقر جنب ومشبه ثملا
جمع الناظم في البيت السابق بين ذكر الأمثله والأبنية فاكتفي في بعض الأقيسة بذكر مثاله فقط دون ذكر بنائه وفي الآخر بالعكس، أما في هذ البيت فذكر الامثلة فقط دون الأبنية مبينا فيه بقية الاوزان فقال وكالفرات …الخ أي أن من أقيسة اسماء فاعل فعل بالضم ما هو على فعال بضم الفاء كالفرات ومنها ما هو على وزن فعل بكسر الفاء وسكون العين كعفر ومنها ما هو على وزن فعل بضم الفاء وسكون العين ومنها ما هو على وزن فاعل كعاقر ومنها ما هو على وزن فعل كجنب بضم الفاء والعين ومنها ماهو على فعل بكسر العين قال في الطرة: (وكـالماء الفرات: الحلو، والزعاق: المُرِّ، والشجاع. )
قال بعضهم: وثلث السين من الشجاع .:. وكأمير جا بلا نزاع
وأحمد وكتف وعنبة .:. وهو شديد البأس عند الجلبة
(وعفرٍ وعفريت أيضا: داهٍ ماكر، وبِدْع: غاية فيما ينعت به، وحِرْم وبه قرئ: {وحِرْم على قرية}. والحصور؛ للذي لا أرب له فيهن، والضيقة الإحليل.
وغُمْر؛ من غمر غمارة، من قوم أغمار، وهي بهاء: لم يجرب الأمور، ق: ويثلث ويحرك.
عاقر؛ من عقُرتْ بالضم، فهي عاقر وهو، وجاء كضرب، عُقرا وعقارًا. جنب؛ من جنب جنابة كأجنب، يستوي فيه المفرد وغيره، وربما جمع.)
قال
وماكان غض الطرف منا سجية .:. ولكننا في مذحج غربان
( ومشبه ثملا؛ كسمج، من سمُج: خبث طعمه، وبهج، من بهُج بهاجة: حسن. لا ثمل؛ فمن المكْسُور. )
والى الدرس القادم إن شاء الله
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم تسليما كثيرا