بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
أخوتي الكرام بمناسبة حلول شهر البركات شهر ميلاد أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم سنتحفكم بمديحية العلامة سيد محمد بن الشيخ سيديا، نقلناها لكم من صفحة الأخ محمد يحي بن محمد مختار بن النيه اليعقوبي:
أهْلًا بِصَاحِــبِ هَذَا الْمَوْلِدِ النَّبَوِي ** مُقَابَـــــلِ الطَّـــــرَفِ الْأُمِّيِّ وَالْأَبَـوِي
أهْلًا بِمِيــلَادِ مَوْلُودٍ بِهِ كَـــــمَلَتْ ** بُشْرَى الْبَشَائِرِ لِلْبَــــــادِي وَلِلْقَرَوي
أهْلًا بِمِيــلَادِ مَن لَّمْ يَحْكِ مَوْلِدَهُ ** مِنَ الظّـــــــرُوفِ مَكَانِيٌّ وَلَا مَــــلَوِي
أكْرِم بِهَا لَيلَةً غَــرَّاءَ مُسْفِــــــرَةً ** عَنْ غُرَّةٍ فِي مُحَيَّا الضِّئْضِئِ الْقُصَوِي
أكْرِم بهَا لَيْلَةً غَـــــــــرَّاءَ ضَاحِيَةً ** فِيهَا يَتِيمَةُ سِمْـــــــطِ اللُّؤْلُؤِ اللُّـــؤَوِي
أكْرِم بِهَا لَيْلَةً غَرَّاءَ مُـــــــــطْلِعَةً ** شَمْسَ الضُّحَى بِسَمَاءِ الْمَطْلَعِ النَّبَوِي
أكْرِم بِهَا لَيْلَةً غَرَّاءَ مُــــــــــظْهِرَةً ** سِرَّ الْوُجُــــودِ الذِي فِيهِ الْوُجُودُ حُوِي
أكْرِم بِهَا لَيْلَةً غَرَّاءَ مُنتِجَـــــــــــةً ** نَتيجَةَ الْعالَمِ السُّــــــفْلِيِّ وَالْعُلُوِي
***
هِيَ التِي عَرَفَ الْكُهَّانُ أنَّ لَهَا…شَأْنًا متَى لَاحَ فِيهَا للنُّجُومِ هُوِي
يَا لَيْلَةَ الْمَولدِ الْمَيْمُونِ طَالِعُهُ…طَوَى زَمَانَكِ مَن فِيهِ الزَّمَانُ طُوِي
طَوَى الذِي طُوِيَ السَّبْعُ الطِّبَاقُ لَهُ…طَوًى وَزَيًّا لَهُ بَسْطُ الْبِسَاطِ زُوِي
لَوْلَاكِ مَا أُنزِل الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَلَا الدِّ…ينُ الْقَوِيمُ وَلَا مَا فِي الصِّحَاحِ رُوِي
وَلَا وَعاهُ ابْنُ مَسْعُودٍ وَلَا أنَسٌ…وَلَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُودَ وَالنَّوَوِي
لَوْلَاكِ مَا جَمَعَ الْقُرْءانَ جَامِعُهُ…وَلَا دَرَى الْخَازِنُ التَّفْسِيرَ وَالْبَغَوِي
وَلَا رَوَى قَارِئٌ صَحَّتْ قِرَاءَتُهُ…حَرْفًا مِنَ الْمَقْرَإِ الزَّيْدِيِّ وَالْأُبَوِي
وَلَا أُقِيمَتْ مِنَ الْإِسْلَامِ قَاعِدَةٌ…وَلَا بَدَا فَضْلُ سُنِّيٍّ عَلَى حَشَوِي
لَوْلَاكِ مَا اسْتَنبَطَ الْأَحْكَامَ مُجْتَهِدٌ…ولَا اسْتَبَانَ حَلَالَ الْبِيْعِ مِن رِبَوِي
وَلَا أَبَانَ بَيَانِيٌّ مَعَانِيَهُ…ولَا نَحَا اللَّفْظَ نَحْوِيٌّ وَلَا لُغَوِي
لَوْلَاكِ مَا جَمَعـَتْ جَمْعُ الْحَجِيجَ وَلَا…أَمْنَوْا لِمَرْمَى جِمَارِ الَموْقِفِ الْمِنَوِي
لَوْلَاكِ مَا جُعِلَتْ اُمُّ القُرَى حَرَمًا…وَلَا تَشَرَّفَ مِن بَيْنِ الْوَرَى عَلَوِي
لَوْلَاكِ لَمْ يَغْلِبِ الرُّومَ الْغِلَابَ ولَا …مُلُوكَ سَاسَانَ تَيْمِيٌّ وَلَا عَدَوِي
لَوْلَاكِ مَا نِيلَ مَا عَزَّ الْكَلِيمَ لَدَى… نَجْوَاهُ بِالْمَوْقِفِ الطُورِيِّ وَالطُّوَوِي
لَوْلَاكِ مَا وُجِدَتْ بُشْرَى الْمَسِيحِ وَلَا … فِدَى الذَّبِيحِ وما استحسنت قول لو
وَلَمْ تَدِنْ حِمْيَرُ الصُّعْرُ الْخُدُودِ وَلَمْ …يَرْقَ الْمَنَابِرَ عَبَّاسٍ وَلَا أُمَوِي
فَكَمْ أَفَدتِّ صَدِيقًا أوْ أَبَدتِّ عِدًى…وَكَمْ فَدَيتِ رَقِيقًا أَوْ هَدَيْتِ غَوِي
وَكَمْ مَنَحْتِ عَطَاءً أَو مَنَعْتِ حِمًى…وَكَمْ أَعَنتِ ضَعِيفًا أوْ أَهَنتِ قَوِي
وَكَمْ أَزَلْتِ دَوًى عَن جِسْمِ كُلِّ دَوٍ…وَكَمْ أَزَحْتِ جَوًى عَن قَلْبِ كُلِّ جَوِ
وَكمْ جَنَبْتِ إِلَى الْأَعْدَاءِ عَادِيَةً…وَكَمْ نَهَبْتِ لَهُمْ مِن جَامِلٍ وَشَوِي
وَكَمْ كَفَيْتِ كِفَاحَ الْأُسْدِ يَوْمَ وَغًى…وَكَمْ سَبَيْتِ مِلَاحَ الرَّبْرَبِ الْمَهَوِي
بِجَحْفَلٍ مِن صِحَابِ المُصْطَفَى صُبُرٍ…عَلَى اقْتِحامِ الْوَغَى بِالْمَأْزِقِ الْوَغَوِي
قَدْ عَوَّضُوا لَثْمَ بِيضِ الْهِندِ مُصْلَتَةً…مِن لَثْمَةِ الْمَبْسَمِ الظَّلْمِيِّ والظَّمَوِي
مِن كُلِّ أَرْوَعَ بَسَّامٍ إِذَا كَلَحَتْ…عُونُ الْحرُوبِ لَهُ عَن فَاهِهَا الشَّغَوِي
مُدَجَّجًا كَالسَّبَنتَى لَا يُسايِرُهُ…مِنَ الْأُسُودِ كَرَائِيٌّ وَلَا شَرَوِي
يَدْعُو الْوَرَى بِدُعَاء الْمُصْطَفَى لَهُمُ…إلى صِرَاطٍ مِنَ الدِّينِ الْحَنِيفِ سَوِي
يَا لَيْتَ أَنِّي إِلَيْهِ جُبْتُ فِيحَ فَلَا…لِلْجِنِّ بِالليْلِ فِي حَافَاتِهِنَّ دَوِي
بِكُلِّ نَاجِيَةٍ خَوْصَاءَ طَاوِيَةٍ…يَخُوصُ آلَ المَوَامِي آلُهَا الْحَنَوِي
كَأَنَّهَا حُقْبُ جَأْبٍ طَالَمَا جَزَأَتْ…بِالرَّوْضِ حَتَّى رَمَاهَا بِالْقَنَى السَّفَوِي
صَامَتْ وَصَامَ أَسَابيعًا يُنَهْنِهُهَا…حَتَّى لَقَد طَوِيَتْ مِن صَوْمِهَا وَطَوِي
والْمَاءُ يَرْصُدُهُ غَرْثَانُ مِن ثُعَلٍ…يَرَى الْقَنِيصَ إِذَا يَبْدُو صَفِيفَ شَوِي
حَتَّى أَحُطَّ لَدَى مَغْنَاهُ أَرْحُلَهَا…فَأَسْتَطِيبَ ثَوَاءً حَيْثُ طَابَ ثُوِي
أُلْقِي عَصَا السَّيْرِ لَا أَنْوِي الإِيَابَ إذَا…كَان الْإيَابُ مِنَ الزَّوْرِ الرِّفّاقِ نُوِي
خُذْهَا إِلَيْكَ رَبِيعُ بِنتَ لَيْلَتِهَا…زَهْرَاءَ شَاذِيَةً مِن زَهْرِكَ الشَّذَوِي
عَذْرَاءَ مُعْرِبَةً عَن عُذْرِ صَاحِبِهَا…بِالْحَالِ إن لَّمْ تَفُهْ بِالْمَنطِقِ الشَّفَوِي
مَا اسْطَاع َ حَاكَةُ صَنْعَاءٍ صِنَاعَتَهَا…وَلَمْ يَحُكْهَا رِبَاطِيٌّ وَلَا سَلَوِي
وَافَتْ تُقَبِّلُ تُرْبَ النَّعْلِ مِنْ خَفَرٍ…تَرْجُو الْقَبُولَ بِجَاهِ الْمَوْلِدِ النَّبَوِي.