قصيدة ** رَحَلْتُ ركابَ الفكرِ نحوَ مُحَمَّد ** صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، للعالم والشاعر محمدن بن امد بن أحمدُّ
***
فُؤادي بِلَيْلَى الغانياتِ مَشوقُ
بِهِ مِنْ هواها لَوْعةٌ وَعُلوقُ
رَمَتْهُ بسهمِ الحب منها فَصادَه
كذاكَ الهوى للعاشقينَ سَرُوقُ
ألم ترَ أن العينَ في إثرِ حيِّها
إذا شَطَّ بالحيِّ الرحيلُ دَفُوقُ
وقد طرقتْ بَعْدَ الهُدوِّ هُنَيةً
فقلتُ لها قدْ حَانَ منكِ طُروقُ
حنيني إلى لقياكِ أرَّقَ خاطري
وحبيكِ حبَّ العاشقينَ يفوقُ
وقدْ آنَ للقلب ارعواءٌ وعِفةٌ
فليس اتباعُ الهائمينَ يَليقُ
وإنَّ ارعواءَ القلب من بعد غفلةٍ
إلى سُنة الهادي عليه حَقيقُ
وكلُّ امرئٍ أشجاه حُبُّ مُحَمَّد
فَهُوَ بحب الله جَلَّ خَليقُ
وكلُّ امرئٍ لم يَعرف الحبَّ قلبُه
فهُوَ ببحر الماجنين غريقُ
رَحَلْتُ ركابَ الفكرِ نحوَ مُحَمَّد
لِيُبْلِغَنِي للهاشميِّ سَبُوقُ
وما في طريقٍ نحو أحمدَ وَحْشَةٌ
وما شَطَّ نحو الهاشمي طريقُ
محمدُ بدرٌ لاحَ من بعد ظلمةٍ
فَشَعَّ به للمكرمات شروقُ
نبيُّ هُدى من هاشم الخير نجْرُهُ
فَعِرق العلى والمجدِ فيه عريقُ
رؤوفٌ بكل المومنين مُبَشِّر
حريصٌ على هَدي الأنام شَفيقُ
لقد حاولوا من جهلهم نقصَ أحمد
وليس لنقص بالنبيِّ لُصوقُ
ولكنها أحلامهم قد تسفهتْ
وحاقَ بهم ما بالبغاة يحيقُ
فلا تجزعوا فالله ناصرُ أحمد
وَحَرّ لظى للهازئين يُذيقُ
ألا إنه الفتح المبين وإنه
لنصرٌ به قد تستهلُّ بُروقُ
أحبك يا برْدَ الزمان وصفوَه
وإني لبيتٍ أنت فيه أَتوقُ
لعمري لأنت البدر نورا ورفعةً
وإنك روضٌ للهناء أَنيقُ
وإنك يومَ الحشر في الناس شافعٌ
تَرِقُّ لهم إن الكريم رقيقُ
وحلمكَ يا خير النبيين راسخٌ
وعهدك إن خان الرجال وَثيقُ
وذكركَ في الآفاق باقٍ مُشَهَّرٌ
ووجهك بدر والحديث رحيقُ
ولست أطيق الدهر عد شمائل
لعمرك ما يسطيعهنَّ مُطيقُ
وكيف وقد أثنى عليك إلهنا
لمدحك يا خير الأنام أَسوقُ
أيا رب حقق بالنبي لنا المنى
وباعد إلهي الهمَّ وهْو طَروقُ
وصلِّ على طه النبي وآله
صلاةً بها نيلُ المرام يَروقُ