الحمد لله، أما بعد فبطلب من رئيس المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم شيخنا الشيخ علي الرضا بن محمد ناجي فإنني سأنشر بعض القصائد لبعض الأجلاء من العلماء والشعراء من أمثال محمد فال بن محمذن “ببها” ومحمذن بن علي وامحمد بن أحمد يورَ ومحمذن بن محمد فال “اميي” وگراي ولد أحمد يوره وحمدن بن التاه ومحمدن بن حمدي ومحفوظ بن الاجداد والداه بن محمد عالي، مع التعريف بهؤلاء، وقد ألقى هذه القصائد الأستاذ دادي بن أحمد المجلسي مستشار رئيس المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم في ندوة المديح النبوي التي نظمها المنتدى ليلة الإثنين ١١جمادى الأولى ١٤٣٦هـ في ابير التورس إن شاء الله تعالى، الله المستعان
وسأنشر اليوم قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم لمحب رسول الله صلى الله محمدن بن حمدي مع ترجمة له إن شاء الله تعالى، الله المستعان
محمدن ولد حمدي “بدن”
هو العالم العامل الورع الشاعر المحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم محمدن (بدن) بن حمدي بن سيد لغليظ بن محمذن بن متيلي بن أحمد بن الحسن دوبك الملقب براكب الأسد، وفي سبب تلقيبه به يقول المختار بن حامد في “حياة موريتانيا”: “وذلك أنه كان مرة في أرض مسبعة فنزل المطر وكثر البعوض ولم يجد حملة، فأخذ أسدا من أراكة فحمل عليه متاعه وعياله، وجلله خوف أن تراه المرأة فترتاع، ثم إنها رأت أظافره فارتاعت وقالت ياويلتي هذا أسامة فكان بنوها حتى اليوم لا تسلم أصابع أرجلهم من اعوجاج”.
ومن نظم المدافن للمختار بن چنگي:
ومن له الأسد مركوبا غدا :: بجانب الوزغة قبره بدا
أعني الحسنْ أنْدَوْبَكٍ ذا النجلِ :: ماحيه للموتى مضيء الرجل.
وقال سيد أحمد بن أسمه في “ذات ألواح ودسر” عند ذكر كرامات أهل إيگيدي: “الخامس عشر من هذا النوع حمل الحسن دوبك عياله على الأسد إذ لم يجد ما يحمله عليه وإلى ذلك أشار يگْوَ بقوله:
والحسن الظاعن بالعيال :: يخطو به الليث خطى الجمال
السادس عشر قصة ابنه الماحي بن الحسن دوبك التي ذكر والد في كتاب الأنساب أن رجله قطعت في شربب حين استشهد يوم اعليب الغظيَ فلما أراد الناس دفن الموتى بالليل استضاؤوا برجله حتى دفنوهم وجعلوا الماحي آخرهم دفنا فلما أرادوا دفنه جعلوا الرجل معه في القبر فعاد الجو مظلما، ولذلك سمي ذا الكراع قال بابكر بن إمام:
فلقبوا الماحي ذا الكراع :: وأحمدا بممتطي السباع
ولعل تسمية أحمد بممتطي السباع أنه ممن حمله الحسن دوبك من عياله على الأسد والله تعالى أعلم”.
قلت وأحمد المذكور هو جد محمدن بن حمدي “بدن”.
وقال المختار بن حامد:
وأشفغ ابياي له نعم الولد :: الحسن اندوبك راكب الأسد
خلف في العلم وفي الصلاح :: بنجله البر الشهيد الماحي
بدفن قومه أضاءت رجله :: خلفه سميه ونجله
العالم المدرس الشهير :: أخذ عنه عالم كثير
خلفه ابنه الأمين قاضي :: تشمش بالإجماع والتراضي.
وأم محمدن بن حمدي “بدن” هي مريم بنت الصالح المشهور المختار بن اباه بن عبد الله بن محنض بن اعديجَ، الذي قال عنه المختار بن حامد في “حياة موريتانيا: “وأما المختار بن اباه فكان مشهورا بالصلاح والمعرفة والكرامات ولم يضحك مدة حياته فقيل له في ذلك فقال: كيف لي أن أضحك ولم أعرف مصيري ولما حضرته الوفاة ريئ مبتسما”.
أخذ بدن العلم عن العلامة محمد فال بن محمذ بن أحمد بن العاقل “ببها”، وسافر في طلبه أيضا إلى محظرة “الصفره والكحله” المشهورة، وهو معروف بالورع والتمسك بالسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وله عصا يغير بها المناكر، وينصح الناس بما فيه صلاح دينهم، وينشئ وينشد القصائد الحسان في مدحه صلى الله عليه وسلم يقول في ذلك:
ولما غدا الأقوام بين مسافر :: ومسترزق يبغي المعيشة للأهل
عكفت على مدح النبي وآله :: وأصحابه أنشي مع اللحن والجهل
أريد به نصرا وأحسن مختم :: وفي عرصات الحشر أنجو من الذل
وعند سؤال الأكرمين أجيبهم :: جوابا صحيحا ثابتا ومعي عقلي
وآخذ باليمنى سجلي وقبلها :: من الكوثر المورود يملؤ لي سجلي
وبالمصطفى أدعو وأرجو إجابة :: ليزداد عند الله من فضله فضلي
وقد اتخذ محمدن بن حمدِي مدح النبي صلى الله عليه وسلم طبيبا مداويا وصديقا ملاطفا وفاتحة للفتح فطاب له به القلب والوقت والهوى:
تداويت من داء ومن شدة البرح :: بأمداح طه المصطفى عرضة المدح
ويلفى بمدح المصطفى أنجح الدوا :: من الفقر والأوصاب والجرح والقرح
ويكفيك من دنياك كل مهمة :: وينجيك في الأخرى من اللفح والكلح
ودونكه يلفى صديقا ملاطفا :: فبشراك هذا المدح من أفضل الكدح
نبي له فخر وفضل وسؤدد :: على العالم العلوي والعرش واللوح
كريم عزيز من كرام أعزة :: تنوقل من أصل الغطارفة القح
مفاتيح خيرات مغاليق ضدها :: مصالح إفساد مصابيح كالصبح
ويكفيك من أمداحه سورة الضحى :: وما جاء في الإسراء والنجم والشرح
أنخت قلوص الفكر في حجراته :: وحاليَ يغني عن بيان وعن شرح
فطاب هناك القلب والوقت والهوى :: وأيقنت في كل الحوائج بالنجح
ونلت بتجر المدح خير بضاعة :: وراحت لي الأمواج في أكمل الربح
تفتحت الأبواب بعد انغلاقها :: كأني وأمداحي بفاتحة الفتح
ومن حبه للنبي صلى الله عليه وسلم تمنى أن يكون حصيرا لتطأه النعل الشريفة ويحظى ببعض البعض من ذلك الفضل:
فيا ليتني أحظى بتقبيل تربة :: بها قد ثوى خير الورى سيد الرسل
فنفسي وأولادي وما ملكت يدي :: فدا شسع نعل المصطفى ومعي أهلي
فيا ليتنا كنا حصيرا لوطئها :: لنحظى ببعض البعض من ذلك الفضل
كفاني افتخارا أن نطقت بشسعه :: سأسقى زلال الحوض في النهل والعل
وعلي أنال الخير ما عشت إنني :: محب وأحظى بالشفاعة والوصل.
ينتمي بدنْ لأسرة مشهودة الفضل والجود والكرم يقول الأستاذ الداه بن محمد عالي بن محنض في رثاء ابن أخيه محمدن بن أحمذ بن حمدي:
نعى الناعي محمدا بنَ حمدي ** فتى الفتيان واسطة لعقد
نعى فضلا نعى جودا إلى ما **حوى حامدتُّ من كرم وزهد
وأخلاقا تذم لها الحميا **حميا قرقف شيبت ببرد
“إذا ما راية رفعت لمجد ** تلقاها محمد بن حمدي
ألا صبرا بني حمدِ بن سيد ابن متَّيْلِيَّ حائز كل مجد
بني الصلحاء والسادات أنتم ** لنا السلوان في الأمر الأشد
ففيكم من شمائله خصال ** توارثها ابنمٌ عن اب وجد
صلاة الله يتلوها سلام ** على الهادي إلى خير ورشد
وما تزال أمداحهم بالشعر اللهجي تجري على ألسن الناس،.
وكان بدن شديد التعلق بالمساجد، يبنيها في كل منزل ينزله القوم ويباشر بنفسه كنس المساجد وفي ذلك يقول:
عكفت على بيت الإله وكنسه :: وتأسيسه للمسلمين وللأجر
ليعبد فيه ربنا الله وحده :: ويحمد فيه أفضل الحمد والشكر
ألا فاحمد الرحمن جل جلاله :: على نعم جلت عن الحد والحصر
فإني غريق في الذنوب وفي الهوى :: وتضييع عمري قلة الذكر والصبر
واشتهر حبه لآل النبي صلى الله عليه وسلم وله في زيارة الشريف العلامة محمد فال بن عابدين بن اباه الشريف بن سيدي محمد الصعيدي:
ألا يا شريف الأصل جئتك زائرا :: لعافية الدارين يا طيب الأصل
وعافيتي هي التي حض عمه :: عليها النبي المصطفى خاتم الرسل
وقد صحب الشريف المختار اسلامه بن ادَّنْ بن عبد الله بن أشفغ مينحنَ ومدحه بأبيات، وتذكر المصادر أن له معه سياحة روحية خاصة فيها زيارة للروضة الشريفة، وقصتها كما روى لي حفيده الشيخ الصالح العابد الزاهد عبد الرحمن بن أحمد سالم بن مختيّر أن بدن طلب من المختار اسلامه ذات عشية أن يزور معه الروضة الشريفة فقال له: لا أستطيع مخافة الإفشاء، فالتزم له بدن بالكتمان، فركبا عكازا وزارا الروضة الشريفة، وطلب منه المختار اسلامه أن لا يحدث بهذا أحدا في حياته، وحدث بها يوم وفاة المختار اسلامه.
أما علاقته بالصالح المشهور الشيخ الخديم أحمدو بمب البكي فهي مشهورة، وقد أخبرني الأخ الباحث سيد بن عبد الله جنگ “ابن أخي المترجَم” ناقلا عن العلامة گراي ولد أحمد يوره أن بدنْ لما زار الشيخ أحمد بمب أبدى رغبته في تناول العشاء مع الشيخ فلما حضر صب الشيخ عليه من آلة وضوئه وقد تفل فيها الشيخ عدة ختمات للقرآن الكريم وبعد العشاء قال له الشيخ الخديم: إنك ستكون محبا للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنه زار الشيخ الخديم زمنا بعد ذلك فقال له: أصبحت أكثر مني حبا للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأخبرني عبد الرحمن بن مختيِّر أن الشيخ أحمدُّ بمب فتح لبدن أخصاصا -تيكَّاتنْ- مملوءة بالمال وقال له: “محمدن وددتُ أن أعطيك هذا كله ولكن رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عيانا فقال لي: لا تعط لمحمدن الدنيا”، وأخبرني أن عشاء الشيخ الخديم المذكور كان شيئا من الكسكس اليابس جعل عليه حبات من الملح وصب عليه من ذلك الماء.
وقد بايع بدن الشيخ أحمد بمب، وفي مبايعته له يقول من أبيات:
من هذه حاله في ربه أبدا :: محمد نجل حمدي ذا مبايعه
ما كنت أمدح غير المصطفى أبدا :: لكن ذا طبعه فيه وطابعه
وكذلك كانت له علاقات بآل الحاج مالك سي والشيخ إبراهيم انياس ووالده، وله علاقة أيضا بالأمير محمد فال ولد عمير وقد مدحه بدن بأبيات وأهدى هو لبدن شيئا من لباس الكعبة، كما حدثني سيد بن عبد الله چنگ ناقلا عن الأستاذ حمدا ولد التاه.
ولمحمدن بن حمدي كتاب في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عنوانه: “صلاة الحروف المالئة للظروف” مرتب على الحروف الهجائية، وله أنظام متعددة وديوان شعر فيه ما يزيد على سبعمائة بيت في المديح النوي، وتناوله بالدراسة الأستاذ الدي ولد ينب في رسالته: “دراسة المديح النبوي عند محمدن ولد حمدي” وهي بحوزتنا.
وقال الأستاذ الشاعر الأديب النظام عبد الرزاق بن محمدن بن عثمان في نظمه “أنفاس الأزهار على ألفية المختار” الذي نظم فيه مناقب آل الحسن دوبك الديمانيين:
أما محمدن فبدن لقبه ،، وفضله راق وراق حسبه
فاسأل به العلامة المشهورا :: شمادا الندب بن أحمديورا
وحبه لآل خير البشر :: أصبح في الناس من المشتهر
إذ قال في مدح إمام العابدين :: محمد فال سليل عابدين
وهو شريف سيِّد ممجد :: ما مثله طول الزمان يوجد
بيتين زار بهما ذا الفضل :: جئتك زائرا شريف الأصل
وابن محمد فال وهو سيد :: وسيد يعرف ببحر الجود
حدثني بأن بدَّنْ كانا :: إذا رأى أشرافنا الأعيانا
يحمد ربه على لقائهم :: لأجل الاقتباس من سنائهم
وشعره أجحف بالشمقمق :: ودعبل الخراعي والفرزدق
فكم له قصيدة طويله :: في مدح طه المصطفى جزيله
وكم له قد دانت العساكر :: إذ بعصاه تكسر المناكر
وغاص في علم الهدى الشرعي :: فلم يكن بالعالم البدعي
وأزر من قد أسبلوا الإزارا :: يقص إن لم يفعلوا اختيارا
وكان يجلس بمجلس القضا :: ما شاء أبرم وما شا نقضا
حتى لقد برز في العلوم :: فصار فضله من المعلوم
يشيم للعلوم كل برق :: وسار في طلبها للشرق
حيث لدى إدججبة الأعلام :: لبث برهة من الأعوام
يدرس في الصفراء والكحلاء :: ما قاله مالك والكسائي
وكان يكنس المساجد إذا :: ما ارتحلوا يصونها من الأذى
وجاء للبحر الغطمطم العديم :: الامثال في زمانه الشيخ الخديم
وهو ولي صالح مكاشف :: وعالم مؤلف وعارف
في رفقة تزوره فامتنعا :: بدن من الأكل مع الناس معا
رجاء أن يلفى عديم المثل :: قطب الرحى شريكه في الأكل
وهو يظن ما يعد للولي :: أحسن صنعا من طعام النزل
وإذ مضى جزء من الليل أتى :: بعض التلاميذ لبدن الفتى
يقول أين بدن بن حمدي :: يريده الشيخ بدون جحد
ولم يكن عَلِمَ ذلك الإمام :: بأن بدن لم يذق ذاك الطعام
إذ كان أخفاها عن أهل جنسه :: فكوشف الشيخ بما في نفسه
وإذ أتى الشيخَ الخديمَ قدما :: له طعاما كان حوله وما
لبث أن قال له لعله :: مَسِيخ إن شئت بهذا بُله
وكشف الغطاء عن إدام :: كعلقم لذلك الطعام
فأكل الشيخُ الخديم واستساغ :: بدن لقيمات له بها بلاغ
فنال من ذاك الطعام فتحا :: رشحه ليستحق المدحا
فصار هائما بحب المصطفى :: صلى عليه من له قد اصطفى
محمد الندب سليل حمدي :: قد عاش قرنا كاملا بحمد
ولم يعقب نجله أخو البها :: الصالح العالم وهو ببها
وبنته البتول للنبي :: تبصر بالغداة والعشي
وأختها نبغوهَ والناصرة :: أختهما العابدة الصالحة
أمٌّ لأبناء التقي المسالم :: سليل مختير أحمد سالم
من أهل محنض بن أعديج الرضا :: وكلهم عدل سري مرتضى
وهو أي محنض أعديج الشهير :: أخو مكانة وقائد كبير
وهو من حملة القرآن :: وكان في انتينُ من الاعيان
وفي بنيه سره قد ظهرا :: فيالهم من أولياء كبرا
أمهمُ مريمٌ النابغةُ :: الفذة البرة الاَبهميةُ
توفي محمدن بن حمدي سنة ١٩٥٨م – ١٣٧٧هـ من بعدما عاش مائة وأربع سنوات كما أخبرني حفيده عبد الرحمن بن مختيّر، ورثاه شماد بن امحمد بن أحمد يوره وابن أخيه محمدن بن محمد باب، قال شماد:
“أصاب عام بشر” هوَ عام :: أصاب فيه المرتضى الحمام
وهو محمد سليل حمدي :: من عاش قرنا كاملا بحمد
بنى المساجد وأعطى الضعفا :: ومن رسوم الدين أحيى ما عفا
وبنفيس ماله تصدقا :: وبالذي قال الرسول صدقا
وعظم الآل وأهدى وامتدح :: وفي المروءة رمى بما قدح
تبارك الإله فيما خلفا :: من نجل صنو ماجد وآلفا
بين قلوبهم ومن حفيد :: من كل أصل خارج مفيد
وأمن الله له ضريحه :: هذا الذي جادت به القريحه
مصليا على الرسول أبدا :: ما ذر شارق وما ضوء بدا
“أصاب عام بشر” أشار بها إلى سنة وفاته: ١٣٧٧هـ
وهذه قصيدة محمدن بن حمدي المذكورة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:
ألا ليت شعري هل لداء من الأدوا — طبيب يداويه به اشتدت البلوى
خليلي خلوا عن سبيلي ومن أهوى — لحا الله أهل الحب والعاذل الألوى
ألم ير ما قيس يقاسي من الهوى — وغيلان من مي ومن دارها حزوى
لأهل الهوى ما لو بدا نصف عشره — لحزت به حزوى وأضّت به رضوى
عليل غريب ما له من مساعد — يردد شكواه ولم ينفع الشكوى
إذا لم يكن آس ولا متأسف — ولا من مواس فلتصرح بمن تهوى
وأحرى إذا كان التداوي مجرما — ومن يحتمي يأثم ولا يأمن الأسوا
على م تعرج عدِّ عن ذا وخلصن — وهب غير أمداح النبي كله حشوا
صلاة وتسليم على الملجإ الذي — دحا الله هذي الأرض من يمنه دحوا
صلاة على من آدم بصلاته — عليه يؤدي مهره أمنا حوا
ومن بعده لم يأت في الدهر مرسل — ينادي به إلا وينجو من البلوى
هم أظهروا نور النبي مطالعا — ومن بعدهم شمس الهدى طلعت صحوا
دعاه عروجا بالبراق إلهه — وجبريل حتى أنه لم يطق خطوا
إلى حضرة قدسية قد أحلها — حبيبا حداه الشوق نحو اللقا حدوا
من المسجد الأقصى يحادث يقظة — إلى القاب من قوسين في ليلة كموى
إلى العرش والكرسي واللوح وانتهى — إلى سدرة العليا التي ما لها شروى
إلى جنة الفردوس أعلى جنانها — إلى ملكوت ما لملك بها مثوى
سما فاعتلى فوق الطباق بجسمه — وكم دون ذا من كل ديمومة قروى
وطوفه الرحمن في ملكوته — فطاف بتلك الحال في ساعة شأوا
فصلى عليه ربه وأجله — ولاقاه بالترحيب والعز والبأوى
وآتاه رب الكون ثمرته التي — قد اهتز ذاك الكون من نورها زهوا
وولى بشيرا يرشد الخلق كله — إلى الحق والنهج المؤيد بالتقوى
يُزهد في الدنيا يرغب في الهدى — وينهى عن الفحشا على المنهج الأقوى
يرى الواحد القهار يفعل ما يشا — فزاح بذا عنا العيافة والعدوى
أتى بكتاب محكم النظم معجز — قوي قويم في القضاء وفي الفتوى
به خبر الدنيا والاخرى ومن قرا — له سلسلا ينساغ في قلبه حلوى
تعم جميع الجسم لذاته إذا — تغنى به القاري حسى قرقفا صفوا
وحرف غدت عشرا به حسناته — وآي له الجنات من درج نحوا
فرتِّلْهُ ترتيلا تَدبرْ بآيه — فتشفي به القلب العليل من الأدوا
بهذا وإلا فالحسام مجردا — يفلق هام الكفر والغارة الشعوا
تمزق أشلاء الطغاة فلا ترى — هنالك إلا شائلات لهم شلوا
وألقت على الكفار ثوب صغارهم — لخزي جزا تسطو عليهم بها سطوا
فشت معجزات المصطفى وهباته — وأنباؤه طرا وأخلاقه فشوا
أرادت قريش محو نور إلهنا — ومن رام نور الله لم يسطع المحوا
تداعى خميس قاصدا خير مرسل — حوى البدن والقينات والغي واللهوا
وذو الجهل جهلا قادهم بزمامهم — لهاوية فيها قد أهوتهم الأهوا
وسارت أساراهم لسجين سجنهم — هناك وقد عافوا الأضاليل والغزوا
فأبطل ربي ما لهم من بطالة — ومن نخوة الأهوا وأبهة البأوى
فمؤمنهم يسمو لأرفع رتبة — وكافرهم يهوي إلى أسوإ الأسوا
ملوك بهم قد أطعم الله ناره — ويطعم من شاء الفواكه والحلوى
أعار الذراعين النبي بعض جوده — وأحظى من البعض السماكين والدلوا
رؤوفا رحيما بالبرايا مباركا — فبحر الهدى قد صار وهو له رهوا
فشمس وبدر شاهدان لبعثه — برَدٍّ وشق هكذا تثبت الدعوى
وما لنبي قبله معجز السما — وذي الشمس قد حاكى صرير لها القعوى
وذا أن نور النيرات بنوره — ولولا سناه لانمحى ضوءها محوا
وجذل وجذع آيتان من آيه — فذا قاطع سيفا وذا يشتكي شجوا
وذيب وضب يشهدان وظبية — وصم الحصا والسرح والناقة القصوا
وشاتان ذات السم مخبرة به — وأخرى لها رسل الثلاثين ذا جدوى
ورجل وعين ردتا لقتادة — ونجل عتيك للذي قد مضى شروى
وفحلان عاديان قد سجدا له — وآخر يشكو يا لهاتيك من شكوا
كذا حفنتا تمر وخبز كلاهما — لها قد دعا جيشا وماء به أروى
وبحرا غدا ذو القطف يسبق غيره — وبالنخس قد بذتهم الناقة القنوا
وتفلك في عينين قد صحتا به — والاخرى به صارت فراتا ولا غروا
شفاعته الكبرى تعم على الورى — وذات المزايا بعد ضافية ضفوا
تمن لقا طه ب”لو” أو وب”ليتني” — فربي قريب سامع ليت واللوا
طباني إلى المدح النبيئي ما طبا — دواع دعت قلبي لأمداحه طبوا
طفا ويح نفسي من ذنوبي ما طفا — وأمداحه تطفي الذنوب بها طفوا
تطفلت بالأمداح أرجو بها محوا — ذنوبي وعند الله أرجو بها العفوا
ليمحو بها الماحي ذنوب ودائعي — ويرشدها للرشد كي تقتني قنوا
أريد بها تثبيت خطوي وحجتي — على الجسر لا كبا أخاف ولا كبوا
تحصنت من دهري ومن أزماته — بذا الجانب الأحمى وذا الباذخ الأقوى
وعلي بالفوز المهنإ في غد — أفوز لدى المولى وبالحور والحلوى
ألفق ألفاظا من أمداح من مضى — أرددها مدحا لمن يكرم المثوى
لعلي بها أنجو من الهول في غد — وأدنو بها زلفى إذا عمت البلوى
فلست بشعرور ولا متشاعر — ولكنني خبطت في مدحه عشوا
فمن لي بنحوي من الناس مفلق — يعد مديحي إن تأمله العوا
يقول لقول ضاحكا وهو منشد — فذا لعب منه وذا قاله سهوا
أيلعب هذا بالمديح سفاهة — ولم يدر ما لحن الخطاب ولا الفحوى
ويسخر مني هازئا ومصدق — فلا منكر يخشاه في هذه الدعوى
وأسديته مستهدفا وسأجتني — به الثمر والإغريض والطلع والزهوا
وأنواع كل الخير سوف أنالها — وأوقى بها ما أختشيه من الأسوا
فلي مربع بالمدح في الخلد تارة — وطورا إلى الفردوس أو جنة المأوى
تمن الذي تبغي ستحظى بما تشا — على المدح كلتا حالتيك ولا غروا
عتادي عمادي عدتي هو عمدتي — شفيعي به أستنزل المن والسلوى
عليه صلاة عد ذرات كون من — له الكون ممن يعلم السر والنجوى
مع الآل والأزواج والصحب وانتهت — وقد تم مقصود فأقسم على الجدوى
وذي بنت فكر طال ما قد تخدرت — تسر عيون الناظرين لها زهوا
فجاءت بسعديها صداقا مغلظا — وكفؤا ترى الأكفاء في جنبه لغوا
بدت بين أتراب يزجينها له — تميس الهوينا تنتحي ذلك النحوا
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم.
محمدن بن امَّدْ بن أحمدُّ
أمين الثقافة بالمنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم