بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
الحمد لله الذي شرح بفضله صدور المرشدين للعباد , وضيق بعدله قلوب الجهلة ذوى الفسق والعناد ، وتصرف تعالى في خلقه كيف شاء وأراد ، ويسر الكل لما خلق فلا يصرف عنه ولا يذاد، نحمده سبحانه ونشكره على سابق العناية والفضل والإمداد ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ,و بعد فهذا تدريس مختصر لنظم عبد الواحد ابن عاشر المسمى : المرشد المعين على الضروري من علوم الدينوما أنا له ــ والحق يقال ـ بأهل ولكن حاولتُ تدريسه تبركا بالنظم وبمؤلفه لعل اللهَ ينفعني ببكرته ,
وكان اعتمادي في هذه التدريس على تدريس شيخنا العلامة : الشيخ بن حَمَّ المفتي العام للمنتدى العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ،جزاه الله خيرا ، ثم على الشرح الكبير للعلامة ميارة على هذا النظم .
هذا وإن هذه المنظومة من أتم و أخصر المتون في الفقه المالكي ، وعرف لها العلماء قدرها فأقبلوا على تدريسها في حلقاتهم العلمية ووجهوا طلبتهم إلى حفظها ووضعوا عليها التقاييد والشروح التي لا تحصى كثرة ومن ثنائهم عليها وامتداحهم لها ما أنشده العلامة : أبو عبد الله محمد بن أحمد العياشي إذ قال :
عليك إذا رمت الهدى وطريقَه =وبالدين للمولى الكريم تدين
بحفظ لنظم كالجمان فصوله = وما هو إلا مرشد ومعين
كأن المعانى تحت ألفاظه وقد = بدت سلسبيلا بالرياض مَعينُ
وكيف وقد أبداه فكر ابن عاشر=إمام هدى للمكرمات يبين
تضلع من كل العلوم فما له=شبيه ولا في المعلومات قرين
وأبرز ربات الحجال بفهمه=فها هي أبكار لديه وعِين
وأعمل فكر سالما في جميعها=فذل له صعب ولان حَرون
وقد ولد العلامة ابن عاشر 990 هـ وتوفي 1040 هـ رحمه الله تعالى ونفعنا ببركته وقد نظم العلامة أحمدُ ابن عابدين ذالك بقوله :
قد ولد ابن عاشر عام (غنم) = وعام (شمَّ) الروحَ والريحان شم
غنم:990هـ و شم: 1040 هـ
وسنفرد ترجمة للعلامة ابن عاشر في زاوية التراجم إن شاء الله تعالى .
والآن نشرع في المهم
يقول عبد الـواحد بن عاشر = مبتدئا باسـم الإله القـادر
بدأ المصنف رحمه الله بتعريف نفسه لأن العلماء قالوا أن الفتوى أو العمل بما في الكتب التي جُهل مؤلفوها و لم يعلم صحة ما فيها لا يجوز كما جزم بذالك القرافي , والمؤلف هو : عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر ، وكما قلت سابقا سننشر ترجمته مفصلة له في زاوية التراجم إن شاء الله تعالى.
قوله: { مبتدئا باسـم الإله} اتِّباعا لقوله صلى الله عليه وسلم (كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر) ، و{القادر} والمقتدر و القدير : مَنْ إذا شاء فَعَلَ و إذا شاء تَرَك.
الحمــد لله الـذي علمنـا= من العلـوم ما به كلفنــا
{الحمد} لُغة : الوصف بالجميل على جهة التعظيم و التبجيل ، واصطلاحا: فِعْلٌ يشعر بتعظيم المنعم بسبب إنعامه،
صـلى وسلم علـى محمـد= و ءالـه وصحبه والمقتـدي
الصلاة من الله : الرحمة ، ومن الملائكة : الاستغفار ، ومن الآدميين : الدعاء . والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم و اجبة وجوب الفرائض في العمر مرة ، و قيل واجبة وجوب السنن المُؤَكَّدة التى لا يتركها و لا يغفل عنها إلا من لا خير فيه .
وآل النبي صلى الله عليه وسلم : أقاربه المؤمنين به من بني هاشم عند مالك و ابن القاسم و كثير من اصحابهم ، و ذهب الشافعي إلى أن بني المطلب من الآل .
وصحبه جمع صاحب ، والصحابي من اجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به سواء رآه أم لا كابن أم مكتوم رضي الله عنه .
والمقتدي أي المتبع للنبي صلى الله عليه وسلم.
وبعدُ فالعونَ من الله المجيـد = في نظم أبيات للأمي تفيـد
وبعدُ فالعون َ أي اطلب العون أي التقوية .
والأمي من بقى على حاله يوم ولادته أي لم يتعلم الكتابة و القراءة . وهذا تواضع منه رحمه الله ، فمنظومته مَن اتقنها يمكن أن يكون إمام يقتدى به
في عَقْدِ الأشعري وفقه مالك = وفي طَريقَةِ الجُنَيْدِ السَّالِـكِ
الأشعري هو :الإمام الجليل أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ، المالكي المذهب و إليه تنسب الأشاعرة
قال شيخنا العلامة :الشيخ بن حَمَّ حفظه الله و رعاه
والأشعري مولده بدون مين = في عام سبعين بدا و مئتين
وعام نيف وثلاثين ترام = معها ثلاثمائة صار الإمام
و هو علي نجل إسماعيل قُل = يكنى أبا الحسن في الذي نقل
وينهي نسبه إلى أبي = موسى وهو مالكي المذهب .
ومالك هو: سيد التابعين مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر
قال شيخنا العلامة الشيخ بن حَمَّ حفظه الله و رعاه:
ومالك مَن نور علمه سطع = مولده نجم وموته قطع
نجم: 93هـ قطع: 179هـ.
والجنيد هو: الجنيد بن محمد أبو القاسم سيد الصوفية توفي عام 298هـ ، نفعنا الله ببركتهم
كتبه العبد الفقير إلى الله الغني به : عبد الله بن أحمد بن الب كان الله في عونه