السبت , 23 نوفمبر 2024

الدرس الثامن ، ألفية بن مالك

اعداد الأستاذ محمد عال بن امد بن أحمدُّimages

الله المستعان
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
أبواب النيابة
الباب الأول من ابواب النيابة
وارفع بواو وانصبن بالألف = واجرر بياء ما من الأسما أصف
من ذاك ذو إن صحبة أبانا = والفم حيث الميم منه بانا
قوله: وارفع بواو أي نيابة عن الضمة وانصبن بالألف نيابة عن الفتحة واجرر بياء نيابة عن الكسرة ما أي الذي من الأسماء أصف لك بعد ، من ذاك أي من الذي أصفه لك ذو إن صحبة أبانا أي أظهر لا ذو الموصولة الطائية فإن الأشهر فيها البناء عند طيء كما سياتي إن شاء الله تعالى .والفم حيث الميم منه بانا أي انفصل ، فإن لم ينفصل منه أعرب بالحركات أعني الظاهرة عليه.
ثم ذكر بن بونه لغات الفم في حالة الإعراب بالحركات وهي عشر: فم بتثليث الفاء مع تخفيف الميم وتشديدها وفما بالقصر بتثليث الفاء كذلك فهذه تسع والعاشرة فم بإتباع الفاء للعين فإذا رفعت العين ضمت الفاء وإذا نصبت فتحت الفاء وإذا جرت كسرت الفاء وإلى هذا اشار بقوله:
وفه بفمٍّ وفم وبفما =مثلثا وأتبع الفا فاعلما
أب أخ حم كذاك و هن = والنقص في هذا الأخير أحسن
يعني أن أبا وأخا وحما تجري مجرى ذو وفم اللذين سبق ذكرها فترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء نحو هذا أبوه وأخوه وحموها ورأيت أباه وأخاه وحماها ومررت بأبيه وأخيه وحميها وهي اللغة المشهورة في هذه الثلاثة وسيذكر المصنف في هذه الثلاثة لغتين أخريين وأما هن فالفصيح فيه أن يعرب بالحركات الظاهرة على النون ولا يكون في آخره حرف علة ، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام:{ من تعزى عليكم بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا} وإليه أشار بقوله والنقص في هذا الأخير أحسن أي النقص في هن أحسن من الإتمام والإتمام جائز لكنه قليل جدا
وفي أب وتالييه يندر = وقصرها من نقصهن أشهر
وأشار الناظم في البيت إلى اللغتين الباقيتين في أب وتالييه وهما أخ وحم فإحدى اللغتين النقص وهو حذف الواو والألف والياء والإعراب بالحركات الظاهرة على الباء والخاء والميم نحو هذا أبه و أخه وحمها ورأيت أبه و أخه وحمها ومررت بأبه وأخه وحمها وعليه قوله:
بأبه اقتدى عدي في الكرم … ومن يشابه أبه فما ظلم
وهذه اللغة نادرة في أب وتالييه ولهذا قال وفي أب وتالييه يندر:النقص واللغة الأخرى في أب وتالييه أن يكون بالألف رفعا ونصبا وجرا نحو هذا أباه وأخاه وحماها ورأيت أباه وأخاه وحماها ومررت بأباه وأخاه وحماها وعليه قول الشاعر: إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
فعلامة الرفع والنصب والجر حركة مقدرة على الألف كما تقدر في المقصور وهذه اللغة أشهر من النقص.
وحاصل ما ذكره أن في أب وأخ وحم ثلاث لغات أشهرها أن تكون بالواو والألف والياء والثانية أن تكون بالألف مطلقا والثالثة أن تحذف منها الأحرف الثلاثة وهذا نادر، وأن في هن لغتين إحداهما النقص وهو الأشهر والثانية الإتمام وهو قليل
ثم شرع في ذكر لغات بعض هذه الاسماء فذكر أن اخا فيه أخو كدلو مثاله قول الشاعر:ما المرء أخوَك إن لم تلفه وزرا= على الكريهة معوانا على النوب
وفيه أخ بتشديد الخاء ومثله الأب مثاله ما حكى الجوهري استاخيت فلانا اتخذته أخا و استاببته اتخذته أبا ، وذكر أن الحمو فيه حمو كدلو وحمء كقرء وحمأ كرشإ ثم أشارللغة تشديد النون في الهن وقد تقدمت ومثاله
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة= وهني جاث بين لهزَمَتيْ هندي
ثم استطرد بعد ذلك أن اليد والدم فيهما القصر وفي الدم التشديد كهذه الاسماء وليستا من هذه الاسماء لكن تشترك معها في سقوط اللام فمثال قصر الدم :
غفلت ثم أتت تطلبه=فإذا هي بعظام ودما
ومثاله تشديده: أهان دمك فرغا بعد عزته=يا عمر بغيك إصرارا على الحسد
ومثال قصر اليد: يارب سار بات ماتوسدا=إلاذراع العنس أوكف اليدا
هذا معنى قوله في البيتين
أخوًا وتشديدا لخا أبا كذا =حمَوٌ وحمءٌ حماٌ في ذي خذا
وشددن هنًا كما تقدما= واقصر يدا دما وشددن دما
وقد ذكر النحاة لإعراب هذه الأسماء بالحروف شروطا أربعة أحدها: أن تكون مضافة واحترز بذلك من ألا تضاف فإنها حينئذ تعرب بالحركات الظاهرة نحو هذا أب ورأيت أبا ومررت بأب
الثاني: أن تضاف إلى غير ياء المتكلم نحو هذا أبو زيد وأخوه وحموه فإن أضيفت إلى ياء المتكلم أعربت بحركات مقدرة نحو هذا أبي ورأيت أبي ومررت بأبي ولم تعرب بهذه الحروف وسيأتي ذكر ما تعرب به حينئذ.
الثالث: أن تكون مكبرة واحترز بذلك من أن تكون مصغرة فإنها حينئذ تعرب بالحركات الظاهرة نحو هذا أبي زيد وذوي مال ورأيت أبي زيد وذوي مال ومررت بأبي زيد وذوي مال.
الرابع: أن تكون مفردة واحترز بذلك من أن تكون مجموعة أو مثناة فإن كانت مجموعة أعربت بالحركات الظاهرة نحو هؤلاء آباء الزيدين
ورأيت آباءهم ومررت بآبائهم وإن كانت مثناة أعربت إعراب المثنى بالألف رفعا وبالياء جرا ونصبا نحو هذان أبوا زيد ورأيت أبويه ومررت بأبويه
ولم يذكر المصنف سوى الشرطين الأولين أشار إليهما بقوله
وشرط ذا الإعراب أن يضفن لا = لليا كجا أخو أبيك ذا اعتلا
أي شرط إعراب هذه الأسماء بالحروف أن تضاف إلى غير ياء المتكلم فعلم من هذا أنه لا بد من إضافتها وأنه لا بد أن تكون إضافتها إلى غير ياء المتكلم .
طرر أبواب النيابة
(وارفع بواو) نيابة عن الضمة. (وانصبن بالألف) نيابة عن الفتحة. (واجرر بياء) نيابة عن الكسرة، (ما من الأسماء أصف) لك على المشهور خلافا لسيبويه والجمهور، إلا أنه يستلزم الخروج عن الأصل وعدم النظير، وإبقاء فيك وذو مال على حرف واحد.
(من ذاك) الذي أصف لك (ذو إن صحبة أبانا) وإلا فموصول. (والفم حيث الميم منه بانا) أي انفصل، و إلا إعراب بالحركات، وفيه حينئذ عشر لغات اجتمعت في قوله (وفه بفمٍّ) بالتشديد. (وفم) بالتخفيف. (وبفما) بالقصر. (مثلثا) الفاء فيهن. (وأتبع الفاء) العين في حالة الإعراب من رفع أو نصب أو جر (فاعلما) بأن فُصحاهن فتح فائه منقوصا.
(أب أخ حم كذاك وهن والنقص) أي حذف اللام والإعراب بالحركات الظاهرة على العين (في هذا الأخير أحسن) وأكثر من الإتمام الذي هو الإعراب بالأحرف الثلاثة حتى التزمه الفراء وفي الحديث: من تعزى عليكم بعزاء الجاهلية فأعِضوه بهن أبيه ولا تكنوا، ومن يطل هن أبيه ينتطق به.
(وفي أب وتالييه) أي الأخ والحم. (يندر) النقص الأحسن في الهن،
ومنه قوله:بأبه اقتدى عدي في الكرم= ومن يشـــابه أبه فـمـا ظـلـم
وقوله:سوى أبكِ الأدنى فإن محمدا = علا كل عال يا ابن عم محمد.
وقصرها أي الثلاثة على الألف المعوضة من لامهن من نقصهن أشهر وأكثر،
ومنه قوله:إن أباها وأبا أباها= قد بلغا في المجد غايتاها
وقولهم: مكره أخاكِ لا بطل، وقوله:
أخاكَ الذي إن تدعه لملمة= يجبك لما تبغي ويكفيك من يبغي
وقولهم: للمرأة حماة يفهم منه أن الرجل حما.
(أخوا) كقوله ما المرء أخوَك إن لم تلفه وزرا=على الكريهة معوانا على النوب
(وتشديدا لخا أبا) حكاها الزهري يقال استأببت فلانا اتخذته أبا. (كذا حمو) كدلو
(وحمء) كقرء (حمأ) كرشئ (في ذي) الثلاثة (خذا وشددن هنًا كما تقدما)
كقوله ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة= وهني جاث بين لهزَمَتيْ هندي
(واقصر يدا)كقوله يا رب سار بات ما توسدا =إلا ذراع العنسِ أو كف اليدا
(دما)كقوله غفَلت ثم أتت تطلبه =فإذا هي بعظام ودما
وقوله ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا =ولكن على أقدامنا تقطر الدما
(وشددن دما) كقوله أهان دمَّك فرغا بعد عزته =يا عمرُ بغيك إصرارا على الحسد
(وشرط ذا الإعراب) بالأحرف الثلاث في الكلمات الست (أن يضفن) لغير الياء مع ما هن عليه من الإفراد والتكبير (لا للياء كجا أخو أبيك ذا اعتلا) وإلا فلا وأما قوله:
صهباءَ خرطوما عُقارا قرقفا = خالط من سلمى خياشيم وفا
فشاذ، أو الإضافة منوية أي فاها والله أعلم .

شاهد أيضاً

الدرس الحادي والخمسون | ألفية ابن مالك مع احمرار المختار بن بونا الجكني.

الدرس الحادي والخمسون من سلسلة دروس ألفية ابن مالك مع احمرار المختار بن بونا الجكني. …