السبت , 23 نوفمبر 2024

الدرس الرابع ،لامية الأفعال

إعداد الأستاذ عبد الله بن محمدن بن أحمدُّلامية الأفعال

الله المستعان ما شاء الله لا قوة إلا بالله
قال الحسن ول زين عاطفا على ما تقدم من معاني فَعَل
واجمع وفرِّقْ وأعْطِ وامنعنَّ وفـُهْ = واغلِبْ ودفْــعٌ وإيـذاءٌ بــه حــصــلا
واجمع أي جئ به دالا على الجمع كجمع ونظم و وعى، وفرِّقْ أي دالا على التفريق كفرق وفصل وقسم، وأعْط أي دالا على الإعطاء ,كمنح ونحل ووهب، وامنعنَّ أي وعلى المنع كمنع وحظل وحظر، وفـُهْ أي جئ به دالا على النطق كنطق وصرخ و بكى، واغلب أي جئ به دالا على الغلبة كغلب وقهر وقسر،و ياتى للدلالة على الدفع  كدفع ودرأ وكفأ,و  للدلالة على الإيذاء كلسع ولدغ ولذع،وهو مراده بقوله ودفع وإيذاء به حصلا ,و إعجام الحرفين أي الدال والعين في لدع مهمل كإهمالهما,قال محنض بابه:
في لذع نار يهمل الثاني فقط = بعكس ذي سم فيهمل الوسط
و في اللسان وردا وما سمع = إهمال أو إعجام كل فاتبع
به تحوَّلْ وحـوِّلْ واستقـرَّ وسِـرْ = واستر وجرِّدْ وأصلح وارم من نبلا
به تحوَّلْ أي جئ به دالا على التحول كرحل وذهب و مضى ، وجئ به دالا على التحويل كقلَب وصرَف ونسَخ,وعلى الاستقرار، كسكَن وقطَن وثوَى و,سِـرْ أى جئ به دالا على السير كرسَم وذمَل وجمزَ(وهي ضروب من السير)، استر أي جئ به دالا على الستر كستَر وحجَب وخبَأ، وجرِّدْ أي جئ به دالا على التجريد كسلَخ وكشَط وقشَر، وأصلح اي جئ به دالا على الاصلاح كنسَج وخاط و رفَأ، وارْم مَنْ نَبَلا, أي جئ به دالا على الرمي كخذف وقذف ورجم.فكلها بمعنى الرمي ,وبقي عليه كون فَعَل تاتي للدلالة على البلوغ كأغار الرجل, إذا بلغ الغور وجلس إذا أتى الجلْس أي نجدا, قال الشاعر:
قل للفرزدق والسفاهة كاسمها = إن كنت تارك ما أمرتُك فاجلس
وعرَضَ إذا اتى العَرُوَض أي مكة قال:
اُحِبُّ ثرى نجدٍ وبالغور حاجة = وغار الهوى يا عبدَ قيسٍ و أنجدا
ثم أشار إلى بقية المعاني التي تنفرد بها فعْلَلَ عن الأخير الذي هو فعَلَ
فقال:
وبالمقدم حاك واجعلنْ و به = أظهْر أو استرْ كقرمدت البناء طِلا
قال في الطرة : أي جئ به دالا على محاكاة ما صيغ منه لما نسب إليه فاعلا كان كعلقم طبعه أو مفعولا كعقربت الصدغ, وفي العبارة قلب فالصواب على محاكاة ما نسب إليه الفعل لما صيغ منه فاعلا كان كعلقم طبعُه،أي حاكى العلقمَ فالمحاكاة هنا منسوبة للطبع والمصاغ منه الفعل هنا هو العلقم, قوله في الطرة “أو مفعولا”,عطف على “فاعلا” المتقدم ،ومعنى ذالك ان فعلل تاتي للدلالة على محاكاة ما نسب اليه الفعل سواء كان هو المحاكِي بالكسر,فيكون فاعلا كما في المثال المتقدم أو كان هو المحاكى بالفتح, فيكون مفعولا, كعقربْتُ الّصُّدغ: لويته فصار كالعقرب, فالعقرب هنا هي التي صيغ منها الفعل وهي المشبه بها أيضا فصارت مفعولا، و مثله عثكلت الشعَر: أرسلته كالعثكول. واجعلن أي أن فعْلَل تاتي دالة على جعْل الاسم الذي صيغ منه الفعل في الشيء , قال في الطرة:اي جئ به دالا على جعله في شيء؛ كنَرْجَسَ دواءه(أي جعل فيه النِرْجِس بالكسر وهو مشموم معروف ) وزعفره(جعل فيه الزعفران)، وفلفل طعامه(جعل فيه الفلفل) وكزبره(جعل فيه الكزبرة).
وبه أظهر أو استر اي جئْ به دالا على إظهار الشيء وستْرِه فالأول: كبرعمتْ الشجرة وعسلجتْ: أظهرت البُرعمة والعُسلوج. (وهو ما لان واخضرَّ من أغصان الشجرة)
والثاني كـ قولك: قرمدت البناء طِلا سترته بالقرمد – بالفتح – وهو ما يطلى به وقوله طلا ما ناب عن المطلق من قرمدت, المتقدم، وبرقعتها (سترتها بالبرقع) وسربلته (سترته بالسربال) و سردقت (البيت،أي جعلت له سرداقا محيطا بصحنه يحميه) قال:
هو المُنزلُ النعمانَ بيتا سماؤُهُ = نحورُ الفيول بعد بيتٍ مسردق
ولاختصار كلام صيغ منفردا = من المركب بَسْمِلِ ان وبًا نزلا
ثم ذكر أن فعلل تصاغ من الكلام المركب حكاية لأجل الاختصار نحو حسْبل إذا قال: حسبنا الله ونعم الوكيل ، و سبْحل إذا قال سبحان الله،وحوْقل إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله، و حيْعل إذا قال حي على الفلاح , وبسْمل إذا قال بسم الله الرحمن الرحيم , وقال الشاعر
لقد بسملت هند غداة لقيتها فيا حبذا ذاك الحبيب المبسمل
وفذْلَكَ حسابه بإسكان الذال إذا أجْمله بقوله :فذالك كذا…, قال ابن حمدون وهذا النوع عندهم يسمى بالمنحوت وظاهر التسهيل انه قياسي وقيده ابو حيان بالسماع
ففعلل هنا صيغت من هذه الجُمَل المركبة للاختصار وقوله منفردا اي أن فعلَل انفرد في هذه المعاني الخمسة المتقدمة التي هي المحاكاة و الاظهار و الستر و الجعل و الاختصار عن الأخير الذي هو فعَل وقوله . بسْمل ان وبًا نزلا أي قل بسم الله الرحمن الرحيم,فهي مثال للاختصار ثم قال
فبان مما ذكرنا أن بينهما = وجهي عموم وتخصيص لمن عقلا 
وقوله فبان مما ذكرنا… الخ ,أي ظهر مما ذكرنا في الأفعال الخمسة المتقدمة ان فعْلل الرباعي وفعَل بفتح العين الثلاثي بينهما عموم وخصوص من وجه، وهو أحد النسب الأربع التي تقع بين الأشياء, و هي التباين,والتساوي والعموم المطلق والعموم والخصوص من وجه ,وهو المراد هنا, وهو انفراد كل من الشيئين بشيء واجتماعهما في شيء ففعلل وفعَل اجتمعا هنا في الدلالة على العمل والإصابة وانفردت فعَلَ بالأخْذ والإنالة وما بعدهما أي من قوله (وخذْ انلْ )ومابعدهما الى قوله (وارْمِ مَن نبلا )وانفردت فعْلَل بالمعاني الخمسة المتقدمة ,التي هي المحاكاة و ما بعدها والله تعالى أعلم وإلى الدرس القادم إن شاء الله , اللهم صل على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم ,

شاهد أيضاً

الدرس الحادي والأربعون من لامية الأفعال مع احمرار الحسن بن زين.

إعداد: الأستاذ عبد الله ولد محمدن ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، الله …