درسنا اليوم هو الدرس الحادى عشر من سلسلة دروس ألفية ابن مالك مع إحمرار ابن بونَ
إعداد الأستاذ : محمد عال بن أمد بن أحمدُّ
الله المستعان
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على نبيه الكريم
قال ابن بونه
واكسر من الباب جميع ما انفتح =فاءً وكسر جمع مكسور رجح
ما ضم فاءٌ منه جمعه نمي=بضمها وكسرها فلتعلم
يعني أن ما كان من باب سنة مفتوح الفاء كسرت فاؤه في الجمع نحو سنين، وما كان مكسور الفاء لم يغير في الجمع على الأفصح نحو مئين. وحكي مئون وسنون وعزون بالضم. وما كان مضموم الفاء ففيه وجهان الكسر والضم نحو ثبين وقلين.
وثن واجمع لا تُعاطِفن بلا =ضرورة جميع ما قد قبلا
إلا مع الفصل أو التكثير= مثل الأمير الجلد والأمير
يعني أنه متى أمكن التثنية أو الجمع لا يجوز تعاطف المفردات بينها إلا لضرورة أو فصل بينها أوقصد التكثير، مثال الضرورة قوله :
ليث وليث في محل ضنك =كلاهـمـا ذو جرأة وفتك
وقوله:كأن بين فكها والفك =فأرةَ مسك ذبحت في سك
ومثال الفصل قول بعضهم وقد قيل له: ما يجبر كسرك ويصلح أمرك؟ فقال: ألف وألف وألف، ثم ذكر لكل ألف وجها يصرفها فيه. وقول الناظم الأمير الجلد والأمير الجزع.
ومثال التكثير قوله:
تخدي بنا نُجُب أفنى عرائكَها =خمسٌ وخمس وتأويب وتأويب
وقوله: لو عد قبر وقبر كنتَ أكرمهم= ميتا وأبعدهم عن منزل الذام.
وغلب العاقل والمذكرا = على الذي سواهما وندرا
تغليب ما أنث مثل الضبع = إن لم يك الضبع للغير وعي
يعني أنه يُـغــلَّــب في الجمع خاصةً مع اتحاد اللفظِ العاقلُ على غيره، ويُغلَّب في التثنية والجمع المذكر على المؤنث، ويندر تغليب المؤنث في مثل الضبع على الضبعان هذا إذا لم يكن الضبع يطلق عليهما وإلا فلا تغليب.
مسألة: إذا تعارض العاقل و المذكر أيهما يغلب على الآخر كما إذا كان المذكر غير عاقل والمؤنث عاقل نحو اشتريت أمة وجملا سابقين
قال ابن كداه :
تغليب ذي العقل المؤنث على=مذكر الغير الدمامي نقلا
ترجيحه وظاهر التسهيل=خلافه والكل ذو دليل
طرر الأبيات:
(واكسر) وجوبا (من الباب جميع ما انفتح فاء) كسنون، وحكى سُنون بالضم حكاها ابن مالك. (وكسر جمع مكسور رجح) على ضمه كمائة ومئين وحكى مؤون وعزون.
(ما ضم فاءٌ منه جمعه نمي =بضمها وكسرها فلتعلم) كثبين وقلين بضم الثاء والقاف وكسرهما.
(و ثن واجمع) وجوبا (لا تعاطفن بلا ضرورة) كقوله:
ليث وليث في محل ضنك =كلاهـمـا ذو جرأة وفتك
وقوله:
كأن بين فكها والفك =فأرةَ مسك ذبحت في سك
وقوله:
كأن حيث تلتقي منه المُحل= من جانبيه وعلان وَوَعل
وقوله:
أقمنا بها يوما ويوما وثالثا =ويوما له يوم الترحل خامس
وقوله:
ولقد شربت ثمانيا وثمانيا =وثمانَ عشرة واثنتين وأربعا
(جميع ما قد قبلا) التثنية والجمع.
(إلا مع) قصد (الفصل) الظاهر، أو المقدر (أو التكثير) قال:
تخدي بنا نُجُب أفنى عرائكَها =خمس وخمس و تأويب و تأويب
وقوله:
لو عد قبر وقبر كنتَ أكرمهم= ميتا وأبعدهم عن منزل الذام
وقوله:
إن النجاة إذا ما كنت طالبها =عن ساحة الغي إبعاد فإبعاد
(مثل الأمير الجلد والأمير) الجزع وقول الحجاج: سبحان الله محمد ومحمد في يوم واحد، وإياهما يعني الفرزدق بقوله:
إن الرزية لا رزية مثلها =فقدانُ مثل محمد ومحمد
وقول بعضهم وقد قيل له ما يجبر كسرك ويصلح أمرك، فقال: ألف وألف وألف، ثم ذكر لكل ألف وجها يصرفها فيه.
(وغلب) مع اتحاد اللفظ (العاقل) في الجمع خاصة. (والمذكرا) في التثنية والجمع. (على الذي سواهما وندرا تغليب ما أنث مثل) تغليب (الضبع) على الضبعان (إن لم يك الضبع للغير وعي) وإلا فلا تغليب