الدرس الرابع والثلاثون من ألفية ابن مالك مع احمرار المختار ابن بونَ.
إعداد الأستاذ محمد عال بن أمد بن أحمدُّ
الله المستعان
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
ونكروا الأعلام قل قد أذهبوا = تعيينها بالجمع قد لا يذهب
يعني ان العلم ربما ينكر فيجري مجرى النكرات، فيكون اسم لا التبرئة ويجر بمن الزائدة ويصرف ان كان ممنوعا، ولا يتأخر الحال عنه كقول أبي سفيان: لا قريش بعد اليوم.
قوله: “قل قد أذهبوا تعيينها بالجمع” يعني أن الاعلام إذا جمعت ذهب تعيينها للمسمى ومثل الجمع في هذا التثنية .
كقوله:
رأيت سعودا من شعوب كثيرة = فلم تر عيني مثل سعد بن مالك
فإذا أريد تعريفها عرفت بالإضافة أو بدخول التعريف فالأول نحو قوله:
علا زيدنا يوم النقى رأس زيدكم = بأبيض ماضي الشفرتين يماني
والثاني كقوله: وقبليَ مات الخالدانِ كلاهما = عَمِيدُ بني حَجْوانَ وابنُ المضلَّلِ
قوله: “قد لا يذهب” تعيينها كعرفات وجماديين
واجعل من الأعلام ما وزنت به = فأعـــــــــطـينه مالها ولتنتبه
وقد يرى كوصف ما قد سبقه= وهكذا الأعداد منها المطلقة
يعني أن من الأعلام الجنسية: الأمثلة التي يوزن بها فتعطى أحكامها من التعريف
قوله: “وقد يرى كوصف ما قد سبقه” يعني أن هذه الأمثلة قد تكون وصفا لما سبقها كمررت برجل أفعل.
“وهكذا الأعداد منها المطلقة” يعني أن الأعداد المطلقة، وهي التي لم تقيد بمعدود مذكور أو مقدر -خلافا لبعضهم- مثل الأمثلة التي يوزن بها كقولهم: ثلاثة نصف ستة، وستة ضعف ثلاثة.
وعن كهند كن من فلانة= وعن سكاب كن بالفلانة
وعن كهند كن من فلانة يعني أن علم المؤنث العاقل كهند يكنى عنه بفلانة كقوله:
ألا قاتل الله الوشاة وقولهم= فلانة أضحت خُلة لفلان
ويكنى عن العلم المؤنث غير العاقل كسكاب بالفلانة بزيادة أل
وهنة لأمة قد ذكروا = وأذهبوا التاء لما قد ذكَّروا
يعني أن هنة تكون كناية عن أمة ونحوها من أسماء الأجناس المؤنثة، للعاقلات أم لا. قوله: “وأذهبوا التاء لما قد ذكَّروا” يعني أنهم إذا كنوا عن المذكر من الثلاثة الماضية حذفو التاء، ففلان كناية عن علم مذكر عاقل، والفلان كناية عن غير العاقل، وقيل إنما يكنى بهن عما يستقبح ذكره، وقيل عن الفرج خاصة.
وقل بقد جامعت قد هنيت = وبحديث كيت كيت ذيت
وافتح أو اكسرن أو اضممن إذا = خففت والتشديدَ مع فتح خذا
يعني أن الأفعال التي يستقبح ذكرها يكنى عنها بهنيت ونحوها، وعن الحديث: بكيت كيت ذيت.
قوله: “وافتح أو اكسرن …الخ” يعني أنه يجوز الفتح والكسر والضم في تاء كيت وذيت إذا خففت الياء أما إذا شددت الياء فالتاء مفتوحة.
وجوز العطف وغيره كذا = مكررا بالعطف لا غير كذا
يعني أنه يجوز العطف وغيره في كيت وذيت، ومحل كيت: النصب، وإن كان مفردا لأنه كناية عن الجملة، قوله: “كذا مكررا بالعطف لا غير كذا”، يعني أن كذا مكررا بالعطف مثل كيت وذيت في الكناية عن الحديث، فتقول كناية عن حديث كذا وكذا بالعطف لا غير أي فقط.
طرر الابيات
{ونكروا الأعلام} تحقيقا أو تقديرا فتجري مجرى النكرات كما من زيد مثلُ زيد بن ثابت، وقول أبي سفيان لا قريش بعد اليوم، وقول بعضهم: لا بصرة لكم. {قل قد أذهبوا تعيينها بالجمع} والتثنية فتجبر بالتعريف إن أريد تعريفها كقوله:
وقبليَ مات الخالدانِ كلاهما = عَمِيدُ بني حَجْوانَ وابنُ المضلَّلِ
وإلا فلا كقوله:
رأيت سعودا من شعوب كثيرة = فلم تر عيني مثل سعد بن مالك
أو بالإضافة كقوله:
علا زيدنا يوم النقى رأس زيدكم = بأبيض ماضي الشفرتين يماني
{قد لا يذهب} كعمايتين وعرفات وجماديين.
{واجعل من الأعلام} الجنسية دون الشخصية {ما وزنت به فأعطينه ما لها} من الأحكام. {ولتنتبه
{وقد يرى كوصف ما قد سبقه} كمررت برجل أفعل. {وهكذا الأعداد منها المطلقة} وهي التي لم تقيد بمعدود مذكور أو مقدر خلافا لبعضهم كقولهم: ثلاثة نصف ستة وستة ضعف ثلاثة{وعن} علم مؤنث من ذوات العقل {كهند كن من فلانة} كقوله:
ألا قاتل الله الوشاة وقولهم = فلانة أضحت خُلة لفلان
{وعن} علم مؤنث لغيرهن نحو {سكاب كن بالفلانة
{وهنة لأمة} ونحوها من أسماء الأجناس المؤنثة للعاقلات أم لا {قد ذكروا وأذهبوا التاء لما قد ذكَّروا} من الثلاثة، وقيل إنما يكنى بهن عما يستقبح ذكره، وقيل عن الفرج خاصة.
{وقل بـ}دل {قد جامعت} ونحوها من الأفعال التي يستقبح ذكرها كلامست ورافثت وباضعت وباشرت {قد هنيت وبـ} دل {حديث كيت كيت ذيت}
{وافتح أو اكسرن} التاء {أو اضممن} ها في كيت وذيت {إذا خففت} الياء {والتشديد مع فتح خذا
{وجوز العطف} في كيت وذيت، ومحل كيت النصب، وإن كان مفردا، لأنه كناية عن الجملة. {وغيره كذا مكررا بالعطف لا غير كذا} في كونه يكنى به عن الحديث